لا تزال عديد القرى والمداشر بشرق البلاد، محاصرة بأكوام الثلوج التي لم تكف عن التساقط لأزيد من أسبوع، ما أدى إلى نقص حاد في المؤن وغاز البوتان في كثير من تلك التجمعات السكانية، نتيجة انقطاع الطرقات. وضع حدا بقوات الجيش إلى تسخير الوسائل الثقيلة لفك الحصار ومساعدة العالقين، كما هو الحال بولاية ميلة أين استخدم الجيش طائرات الهيليكوبتر لإيصال الأغذية ومواد الإعاشة للسكان. لأول مرة منذ أسبوع كامل لم تشهد نهار أمس الجمعة، منطقة الشرق الجزائري تهاطل الثلوج قبل عودتها المرتقبة لصباح اليوم، إلى ذلك يتواصل تعطل حركة المرور بسبب تراكم الجليد في غياب الأمطار التي بإمكانها إذابة صخور الثلج المتراكمة. إلا أن المواطنين استغلوا الفرصة وخرجوا بحثا عن الخبز والمؤن بعد معاناة بلغت في أعالي سطيف قرابة العشرة أيام ومازلت قراهم محاصرة بالثلوج التي لم يتزعزع سمكها الذي قارب الأربعة أمتار، وهو نفس الحال في منطقة يابوس بخنشلة، حيث وصل سمك الثلوج ثلاثة أمتار، ففي ولاية ميلة شرعت صباح أمس الجمعة، عناصر الجيش الوطني الشعبي، في تقديم المساعدات عبر تخصيص طائرتي هليكوبتر في نقل المعونات إلى السكان القاطنين في المناطق الجبلية المعزولة بولاية ميلة، حيث شوهدت أمس، طائرتان تابعتان للجيش الوطني الشعبي وهما تحلقان فوق المناطق التابعة لبلدية تسدان حدادة ومينار زارزة وترمي المساعدات المتمثلة في المواد الغذائية الأساسية كالسميد والزيت والطماطم والحليب والبقوليات. وتأتي هذه المبادرة عقب استحالة الوصول لهذه المناطق بسبب كثافة الثلوج التي وصل سمكها لأكثر من 3 أمتار، في ظل عجز الإمكانات المتوفرة عن فتح الطرقات. علما أن الطائرتين أقلعتا من ملعب بيري السعيد وسط مدينة فرجيوة. تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من المناطق لازالت معزولة ومحاصرة على غرار صمطة والوازطة وبربوش ببلدية باينان وتنتظر هي الأخرى المساعدات. بينما كانت الاحتجاجات هي المشهد الطاغي في ولاية برج بوعريريج احتج سكان قرية بنور ساعد التابعة لبلدية بئر قاصد علي وقاموا بغلق الطرق الولائي رقم 64 الرابط بين القرية ومقر البلدية بسبب أزمة غاز البوتان، وأوضح السكان أنهم اضطروا للسير لمسافات طويلة للوصول إلى البلديات المجاورة بحثا عن قارورة غاز، موضحين أنهم يعيشون مأساة حقيقية رفقة أبنائهم بسبب حاجتهم الماسة لهذه المادة خاصة مع الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة، كما احتج سكان قرية بنور ساعد بسبب سوء حالة الطريق الرئيسي المؤدي الى القرية. وقال السكان إن تساقط الثلوج عمق معاناتهم، حيث لم يتمكنوا من الخروج من القرية لاقتناء غاز البوتان ومختلف المواد الغذائية من حليب وسميد وغيرها، في الوقت الذي أجمع المواطنون على أن دور المنتخبين لم يكن في المستوى، حيث أكد أهل كاف صالح بقسنطينة، حيث بلغ سمك الثلوج مترا ونصف أنهم اتصلوا منذ الأيام الأولى بالمسؤولين، ولكنهم هوّنوا من معاناتهم وأخبروهم بأن الثلج لن يتواصل تهاطله قبل أن يُغيبهم عن العالم الخارجي لمدة أربعة أيام كاملة.