أوصى دكاترة مختصون في علم النفس من مختلف الجامعات الجزائرية، المشاركون الخميس في الملتقى العلمي المتمحور في "صعوبة التعلم" بضرورة تكوين معلمين على أيدي الأخصائيين النفسانيين بالصحة العمومية الجوارية للتعامل مع مشكل صعوبات التعلم للتكفل بالتلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم، بالإضافة إلى ضرورة تنظيم ورشات لفائدة أولياء التلاميذ لتلقينهم الطرق الناجعة للتعامل مع أبنائهم برفق. وأكد أوهيب ماليك أخصائي في علم النفس ل"الشروق" أن وحدات الكشف والمتابعة المتكونة من مختصين في طب الأسنان والعام والطب النفسي لاحظت تفاقم الظاهرة بالوسط المدرسي في طوره الابتدائي بنسبة واسعة، كما لمح إلى ضرورة تغيير مصطلح "صعوبة التمدرس" إلى "صعوبة في التلقي أو التعلم" وعدم وضع هؤلاء التلاميذ في خانة الحالات المرضية لأنهم تلاميذ عاديون لا يعانون من أي نقص، ومن خلال ملتقى "صعوبة التعلم" المنظم بدار الثقافة أحمد عروة بمدينة القليعة الذي حضره دكاترة في علم النفس من جامعات الجزائر والمدية وخميس مليانة وأطباء نفسانيون، تم الإجماع على ضرورة إنقاذ هؤلاء الأطفال المتمدرسين ضحايا تصرفات خاطئة من طرف الكبار دون وعي، وفي مداخلة الدكتور تعوينات علي من "جامعة الجزائر 2" أشار إلى عباقرة العالم الذين كانوا يعانون من صعوبات في التعلم وحتى وصفوهم بالفاشلين دراسيا أمثال "أينشتاين" و"طوماس إيديسون" و"أنطوان بال" وغيرهم ممن قلبوا نظريات العلم رأس على عقب وأحدثوا ثورة في العلوم، ليصنف هؤلاء التلاميذ في خانة "المظلومين والمقهورين في صمت" وأنها ثروة بشرية ضائعة ذنبهم أنهم يعانون من صعوبة في التلقي والتعلم لأسباب يمكن تفاديها من طرف المعلم وأولياء التلاميذ، مشيرا في ذات السياق إلى أن الإنسان خلق في أحسن تقويم وليس هناك أعراض عضوية إلا بعض الحالات المرضية الظاهرة والمعروفة. وفي ذات السياق، رافع المختصون على دق ناقوس الخطر إزاء النتائج الوخيمة المترتبة على التلميذ الذي يواجه هذا النوع من الانطوائية وعدم الثقة بالنفس والعدوانية ونقص الدافعية للتعلم، وذلك بسبب عدم تفهمه وتفهم مشكلته أصلا لا هو ولا أولياؤه ولا معلموه ليعرض التلميذ لخطر التسرب المدرسي، لهذا الأخير طالب المشاركون بالملتقى وضع الأصبع على الجرح من أجل معالجة الظاهرة ووضع حد لقائمة ضحايا هذه الظاهرة، بدءا بتوقيف عاجل للإهانات التي يتلقونها من طرف أوليائهم ومعلميهم المنحصرة غالبا في كلمات وعبارات يندى لها الجبين كالتشبيه بالحيوانات الذي يتبع غالبا بقهقهات وسخرية زملاء في القسم أو إخوة تلاميذ في سنواتهم الأولى، مؤكدين أن مصدر صعوبة التعلم هم الكبار من أولياء ومعلمين.