استغرب الخبير في المعلوماتية الدكتور عثمان عبد اللوش، دعوة والي الجزائر العاصمة لمؤسسة، مايكروسوفت الأمريكية إلى ندوة عالمية حول المدينة الذكية (Smart City، التي سيحضرها نحو أربعة آلاف ضيف من الجزائر والخارج، في مقدمتهم هذه المؤسسة التي أصبحت اليوم في مؤخرة المؤسسات الرقمية مثل غوغل وإبل وفايسبوك وآمازون أو ما يعرف عالميا ب GAFA. وقال عبد اللوش إن للجزائر تجربة فاشلة مع مايكروسوفت الأمريكية، متعلقة بعملية "أسرتك" في سنة 2004 التي كانت تهدف إلى منح حاسوب لكل أسرة جزائرية مع تدفق عال في خط الإنترنت لنحو عشرة ملايين عائلة على أن يكون ذلك قبل سنة 2006، مضيفا أن الوزير السابق لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد بوجمعة هيشور كان قد صرح بهذا، ولأن مصير هذا المشروع اليوم، معروف لدى الجميع رغم أنه ممتاز وضخم نسي تماما، علما أنه مر هذا المشروع "أسرتك" على عدة وزراء، آخرهم الوزيرة الحالية السيدة هدى فرعون. وأوضح أن الجزائر والمؤسسات الاقتصادية والمالية الجزائرية لا تزال تستورد كل شيء من الخارج وفي كثير من الأحيان تقوم باستيراد المنتج، لا من مصدر إنتاجه وتطويره بل تستورده من عند مؤسسات أجنبية تقوم بإعادة بيعه، ومثال على ذلك، حسبه، فإن "كاسبارسكي" وهو برنامج للحماية ومحاربة الفيروسات والاختراقات منتج روسي، تستورده الجزائر من ألمانيا، مع أننا، يقول عبد اللوش "لنا علاقات ممتازة مع روسيا.. فلماذا لا نستورده مباشرة من مصدره الأصلي روسيا". وتساءل المتحدث: "هل والي الجزائر العاصمة، الذي سيشرف هذه الأيام على ندوة عالمية حول "المدينة الذكية"، يعرف جيدا ما معنى "المدينة الذكية"؟ ونفى خبير المعلوماتية عبد اللوش، وجود الإمكانيات المادية والتقنية والبرمجية التي نستطيع بها جعل مدينة الجزائر العاصمة "مدينة ذكية، موضحا أن المدينة الذكية هي تعزيز التقنيات لخدمة الناس، وتبنى المدينة الذكية حول المستخدمين، وتبدأ مع شركة المعلومات، التي تهدف إلى الاستخدام الأمثل للموارد : البيئية والمجتمع والاقتصاد، وبالتالي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة السليمة.