صرح موقوفون يشتبه إنتماءهم لشبكات دعم و إسناد التنظيم الإرهابي " الجماعة السلفية للدعوة و القتال " التي حولت تسميتها إلى تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ، خلال التحقيق معهم من طرف مصالح الأمن ، أنهم تعاونوا" مكرهين" مع وسطاء هذا التنظيم ، بعد أن تعرضوا لتهديدات بتصفية عائلاتهم في حال الإنسحاب من الشبكة أو تسريب معلومات لجهات أمنية ، بعد أن إكتشفوا أن التنظيم الإرهابي إستغل غطاء " القاعدة" وموقف الشباب المعارض للعدوان على العراق بشدة، "لتوريطهم". ويكشف ذلك ضعف خطاب التنظيم الإرهابي و عجزه عن إستقطاب نشطاء جدد ، ليلجأ كأول خطوة إلى الإغراء المادي ، قبل الترهيب بعد إلتحاقهم ، و هو ما يفسر أن أغلب النشطاء الجدد مراهقين و "حديثي التدين " ، ومن أسر فقيرة . و تفيد معلومات تسربت من التحقيق مع موقوفين ، يشتبه إنتماءهم لشبكة دعم و إسناد التنظيم الإرهابي " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " ، في التفجيرات الأخيرة ببراقي ، بومرداس و شرق العاصمة ، أن هؤلاء ، إعترفوا "أن أشخاصا إتصلوا بهم للتنقل للقتال في العراق ، بعد طرح مواقفهم المعارضة علنيا ، و عرضوا عليهم المساعدة " ، و حسب المعلومات المتوفرة لدينا ، فإن هؤلاء الشباب إنساقوا وراء الوعود ، و أوهمهم وسطاء ، أنهم يجب أن يخضعوا لبعض مراحل التدريب قبل الهجرة " كانوا يعرضون علينا أشرطة و أقراص مضغوطة حول أبرز الأحداث الدموية في العراق ، و أشرطة المقاومة التي كان يجب دعمها حسبهم ضد العدوان الصهيوني تحت غطاء أمريكي " و لم تقتصر الدروس المكثفة على عرض صور عن المقاومة ، إستنادا إلى تصريحات هؤلاء ، بل تعدته إلى أشرطة عن تدريبات القتال و مواجهة العدو ، و أيضا عن العمليات الإنتحارية ، وتشبع هؤلاء جيدا بهذه الأفكار لكنهم تفاجأوا بإبلاغهم بصعوبة تنقلهم إلى العراق بسبب تشديد الرقابة على الحدود و المطارات ، و إستندوا إلى التوقيفات التي شملت بعضهم ، ليتم " تحويلهم للنشاط تحت لواء تنظيم" القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ". وإعترف بعضهم ، أنهم إنخدعوا بالتسمية الجديدة ، قبل أن يكتشفوا أنهم يقومون بدعم عمليات إرهابية في بلادهم ، عندما تم تكليفهم بنقل قنابل على متن القطار ، ووضعها قرب مراكز أمنية ، وترصد تحركات دوريات الأمن ، لتقول مصادرنا ، أنهم صرحوا للمحققين ، أنهم حاولوا التراجع و الإنسحاب من التنظيم بعد ذلك ، لكنهم تعرضوا للتهديد بالتصفية الجسدية لأفراد عائلاتهم . وتذهب مصالح الأمن في إتجاه الإغراءات المادية التي تكون قد دفعت هؤلاء الشباب إلى الإنضمام إلى النشاط الإرهابي رغم قلة خبرتهم ، و محدودية مستواهم العلمي و الإجتماعي ، حيث تفيد معلومات تحصلت عليها " الشروق" ، أن بعض الشباب الذين هاجروا للقتال في العراق ، إستفادت عائلاتهم من "إعانات " قدرت ب200 ألف دج كأدنى مبلغ ، و سبق لهذا التنظيم أن تعهد بدفع 100 ألف دج لكل شاب يلتحق بالتنظيم ، و حاول التنظيم الإرهابي بعد فشل خطابه ، إلى توظيف ورقة المقاومة العراقية و المال ، قبل أن يلجأ إلى الترهيب و تهديد أتباعه بتصفية عائلاتهم ، بعد إيهامهم بأنهم ملاحقين من طرف أجهزة الأمن بعد إكتشاف أمرهم ، مما دفع العديد منهم إلى الفرار و الإلتحاق رسميا بهم ، كماحدث في براقي بالضاحية الجنوبية للعاصمة ،بعد توقيف 3 إرهابيين على علاقة بتفجير قنبلة تقليدية قرب ثكنة براقي. فيما تتردد إلتحاق 3 آخرين بالمدية حسب مصادر غير مؤكدة ، و هي الإستيراتيجية التي كانت تتبناها دوما التنظيمات الإرهابية لدفع نشطائها للإنضمام إليها ، و توريطهم ، و هو ما يكون قد دفع أجهزة الأمن مؤخرا للإتصال بعائلاتهم ، للتأكيد على أن أبواب المصالحة مفتوحة في حال تسليم أنفسهم ، خاصة و أن معلومات متوفرة ، تفيد أن قيادة تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " ، قد تلجأ إلى " تصفية " هؤلاء المجندين الجدد في عمليات إرهابية ، و تفجيرهم في عمليات تشير لاحقا أنها إنتحارية لإيهام الرأي العام ، خاصة أنها تضم نشطاء مقتنعين بمنهجها ، رغم إنحرافها و ضعفها و تراجع موقعها رغم مساعيها للإستفادة من الإنضمام لتنظيم " القاعدة " ، لكنها في الواقع تضم هاربين من أجهزة الأمن بعد الضغط عليهم و مغرر بهم فعلا بالمال ، أو آخرين تم إستغلال دعمهم للمقاومة العراقية. نائلة.ب:[email protected]