أثيرت مجددا وضعية مستشفى الزهراوي بالمسيلة من قبل مختصين ومواطنين ومنتخبين على مستوى المجلس الشعبي الولائي، من خلال الزيارة الميدانية، التي قادت أعضاء لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة إلى المؤسسة الاستشفائية الزهراوي التي دشّنها الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله سنة 1982 . أي منذ نحو 36 سنة لم يشهد عملية صيانة متكاملة ومتناسقة يقول التقرير الذي أعدته اللجنة المذكورة بهذا الخصوص تحوز "الشروق" نسخة منه، حيث أشارت إلى النظافة والاكتظاظ بمصلحة الاستعجالات، ووضعية الغرف التي يتواجد بها المرضى على مستوى الطوابق الخمسة، ناهيك عن محدودية خدمات عدد من الأجهزة ذات الصلة بمراقبة ومتابعة المريض، مع قدم بعضها ونقائص أخرى في حاجة إلى تدخل عاجل، تضيف اللجنة التي حمّلت جانبا من المسؤولية إلى إدارة المستشفى خاصة والقائمين على قطاع الصحة عامة. وكانت لنا فرصة الوقوف على بعض المظاهر التي أصبحت تميز المرفق المشار إليه، والصور التي تمكنا من التقاطها تعكس الوضعية الحرجة لمستشفى الزهراوي وحاجته المستعجلة إلى تدخل كافة السلطات الولائية، وعلى رأسها والي المسيلة لإعادة النظر في بنايته وهيكله العام – على حد تعبير متابعين لهذا الشأن- وحسبهم فإن الأمر بإمكانه أن يتحقق إذا تم تجسيد مشروع 240 سرير فعليا على أرض الواقع. وفي السياق نفسه، شدّد سكان، ممثلين المجتمع المدني بمدينة المسيلة التي يقطنها نحو 240 ألف نسمة، على ضرورة أن يصل صوتهم إلى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بهدف دعم مستشفى الزهراوي بفريق من الأطباء الأخصائيين، خصوصا جراحة الأطفال، أمراض القلب، الأنف والحنجرة والأذن، إضافة إلى الأمراض الصدرية وكذا أخصائي الأمراض الداخلية والعيون والأشعة والتخدير، على اعتبار أن الوضعية الحالية للمستشفى لا تحتمل التأجيل والتسويف كونه يشكل واحدا من المعالم الاستشفائية على مستوى الولاية، لكن قدم هيكله وتصدعه في بعض الزوايا والضغط المسجل بمختلف أجنحته وفي مقدمتها مصلحة الاستعجالات، هواجس تطارد الجميع. وفي سياق كل ذلك، طرحت عدة اقتراحات بضرورة أن يتواجد مستشفى الزهراوي أو أي مشروع من هذا القبيل داخل فضاء مشجر بعيدا نسبيا عن عمران المدينة.