غادر “الحوت الأزرق” الجزائر جارفا معه عشرات الضّحايا، ليحلّ محله “مومو” اللعبة التي بدأت في اصطياد ضحاياها عبر دول غربية وعربية، وفي حال لم يراقب الأولياء أبناءهم وبعدهم المدرسة في الجزائر، فالكارثة قادمة لا محالة كما يجمع عليه المختصون. انطلقت مؤخرا تحذيرات بشأن لعبة تحد جديدة تحمل تسمية “مومو”، التي أكدت تقارير أنها تكملة للعبة “الحوت الأزرق” القاتلة التي حصدت أرواح عشرات الأطفال عبر العالم ومنها الجزائر. واللعبة الجديدة متوفرة عبر تطبيق التواصل الاجتماعي “واتس آب “…وعلى غرار ألعاب التحدي المرعبة، تبدأ اللعبة بوصول رسالة مجهولة على تطبيق “واتس آب” مرفوقة بصورة مرعبة لفتاة مخيفة الشكل، عيناها واسعتان جدا وبلا جفون، وأنفها محفور،وذات شفاه كبيرة. وتقول الرسالة: “مرحبًا أنا مومو” ثم تعطي لضحيتها معلومات شخصية عنه، مؤكدة له أنها تعلم عنه كل شيء، مستفسرة إياه عن إمكانية اللعب معها. وفي حال موافقته، تصله رسالة أخرى مفادها “إذا لم يتم الالتزام بتعليماتي، سأجعلك تختفي من الكوكب دون أن تترك أثرًا”. ولأنّ لعبة “مومو” ذات المنشإ الياباني المتحدثة بعدة لغات، تطلب من ضحيتها القيام بتحديات خطيرة تنتهي بانتحار مستعملها، فقد حذرت منها تقارير صحفية عالمية، بدأت من أمريكا اللاتينية وامتدت إلى أسبانيا، داعين الأطفال إلى تجنب الحديث معها، خوفًا من تكرار الحوادث التي حصلت مع لعبة الحوت الأزرق، خاصة أنّ “مومو” بدأت في حصد أرواح الضحايا ببعض الدول، ومنها بالإمارات العربية المتحدة حيث أقدم طفلان على الانتحار بعد استخدامهما اللعبة. ويؤكد مختصون أنّه بمجرد ضغط الشخص على صورة “مومو”، يسمح لها بالتجسّس على معلوماته الشخصية انطلاقا من هاتفه النقال، إذ يمكنها اختراق الهاتف والوصول إلى جميع الملفات الشخصية داخل الهاتف، لتبدأ بعدها عملية الابتزاز، مرفوقة برسائل تهديد بالقتل. وانتشرت مؤخرا، عدّة ألعاب إلكترونية مجّانية بعضها كان خطيرا، تبدأ بالتسلية والمتعة،وتنتهي بالقتل والانتحار من خلال تحديات افتراضية خطيرة، وتصدرت لعبة الحوت الأزرق التي ظهرت في 2015 قائمة الألعاب الخطيرة للسنتين الأخيرتين، بعدما تسببت في انتحار 100 شخص عبر العالم غالبيتهم أطفال، تليها لعبة مريم، التي انتشرت بالخصوص في دول الخليج، وكانت تحرض الأطفال والمراهقين على الانتحار وإلاّ إيذاء أهلهم. ثم لعبة البوكيمون غو، التي ظهرت في 2016، وتعتمد على اصطياد البوكيمونات المختفية في الشوارع والمنازل والمؤسسات والحفر انطلاقا من الهواتف النقالة، ما يعرض مستخدمها لحوادث خطيرة،ولعبة جنيّة النار، التي تحثالأطفال على اللعب بالنار، بعدما توهمهمبتحولهم إلى مخلوقات نارية باستخدام غاز مواقد الطبخ، وتشترط عليهم الوجود منفردين في الغرفة حتى لا يزول مفعول كلمات سحرية يرددونها. وأخيرا لعبة تحدّي تشارلي التي ظهرت في 2015 واستهدفت خصوصا تلاميذ المدارس، ومضمونها، استخدام قلم الرصاص وورقة، لاستدعاء شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعى “تشارلي” ثم تصوير حركة قلم الرصاص. الخبير في التكنولوجيا: محند وهاب: الملفات والصور والرّوابط المجهولة هي ملفات تجسسية ويحذِّر الخبير في التكنولوجيا، محند وهّاب في اتّصال مع “الشّروق” مستخدمي الإنترنت، من الضّغط أو تحميل الملفات والصور المجهولة أو فتح الروابط المجهولة التي تصلهم عبر مختلف التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، لأن جميعها عبارة عن ملفات تجسّسية، هدفها اختراق الهواتف لغرض الابتزاز. وغالبية الألعاب الإلكترونية حسبه “هدفها التجسّس وجمع المعلومات الشخصية سواء عن الشخص أم البلد”. ودعا المتحدث السلطاتإلى التدخل لضبط كيفية استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية، وحسب تعبيره “في الصين وبعد تضاعف عدد الأطفال والمراهقين المصابين بقصر النظر بسبب الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية، تدخّلت الدولة وقنّنت العملية بإجراءات عملية”.