دعت الوكالات السياحية مسؤولي شركتي الخطوط الجوية الجزائرية والسعودية لبرمجة رحلات إضافية نحو البقاع المقدسة لتلبية طلبات المواطنين الذين يرغبون في أداء العمرة خلال النصف الثاني من شهر رمضان، متوقعة بأن تصل تكلفة العمرة إلى 25 مليون سنتيم بسبب تداول تذاكر السفر في السوق السوداء. وأعلنت الوكالات السياحية حالة استنفار قصوى بعد أن سدت كافة المنافذ أمامها، وعجزها عن معالجة طلبات المواطنين الذين قصدوها وأودعوا الملفات ودفعوا التكاليف مسبقا لأداء العمرة، وقال ممثل النقابة الوطنية للوكالات السياحية شريف مناصر بأن تنظيمه ناشد في العديد من شركتي الخطوط الجوية السعودية والجزائرية لبرمجة رحلات إضافية دون جدوى، مؤكدا بأن الأمور ما تزال عالقة إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وقال المصدر ذاته بأن أزيد من 40 وكالة سياحية تابعة للولايات الشرقية تعاني من عجز فادح من حيث تذاكر السفر باتجاه العربية السعودية، موضحا بأن كل وكالة تولت التكفل ب500 إلى 1000 معتمر، قد يحرمون جميعهم من أداء عمرة رمضان في حال عدم تدارك الوضع، قائلا بأن بعض الوكالات تولت القيام بدور السماسرة بعد اقتنائها تذاكر سفر دون أن تكون معنية بتنظيم العمرة، وقامت بإعادة بيعها في السوق الموازية مقابل 12 مليون سنتيم، في حين أن سعرها الحقيقي لا يزيد عن 8 ملايين سنتيم، ومن شأان هذه التصرفات أن ترفع التكلفة الإجمالية لعمرة النصف الثاني من الشهر الكريم إلى 25 مليون سنتيم، خصوصا إذا كان الفندق قريبا من الحرم المكي. وأفاد شريف مناصر بأن الوكالات السياحية التي دفعت الرشوة تمكنت من الظفر بمقاعد ضمن الرحلات المبرمجة خلال رمضان، في حين تم حرمان باقي الوكالات التي يعيش مسيروها حالة من القلق، متوقعا بأن يضطر الكثير منهم لتعويض الزبائن بسبب استحالة نقلهم للبقاع المقدسة، مقابل تكبد خسارة فادحة نظير الفنادق التي تأجيرها مسبقا بالمملكة، كاشفا بأن إقامة كل معتمر تكلف الوكيل السياحي ما لا يقل عن 500 أورو خلال مدة 15 يوما، مما يعني بأن حجم الخسارة لن تقل عن 2.5 مليار سنتيم بالنسبة للوكالات السياحية التي تولت التكفل ب 500 معتمر، في حين أنها ستكون مضاعفة بالنسبة للوكالات التي تولت التكفل ب 1000 معتمر، ذلك أن الخسارة لن تقل عن 5 مليار سنتيم. وتسعى الوكالات السياحية لإقناع وزارة النقل بالترخيص لها للتعامل مع شركات طيران أجنبية بغرض ضمان أحسن خدمات للمعتمرين وتمكينهم من أداء عمرة رمضان دون إشكالات تذكر، فضلا عن حمايتها من الوقوع فريسة بين أيدي السماسرة والبزناسية الذين ألهبوا تكلفة العمرة، ودعا من جهته المكلف بالإعلام بالنقابة ذاتها إلياس سنوسي إلى ضرورة إيجاد الحلول الناجعة بدء من الموسم المقبل تفاديا لتكرار نفس المشاكل، وقال بأن الوكالات المعنية ستعرض حصيلتها السنوية وتقترح الحلول الكفيلة بمعالجة المشاكل المطروحة سواء في ما تعلق بالنقل أو الإيواء أو التكفل بالمعتمر حين وصوله إلى البقاع المقدسة.