دقّت جمعيات بيئية ناشطة جنوبيالمدية ناقوس الخطر، وذلك بخصوص أسراب كبيرة وغير عادية للبعوض التي فرضت على سكان البلديات الجنوبية بالولاية حظر التجوال مع غروب الشمس وحتى البلديات الشمالية لولاية الجلفة والحدودية مع المدية، أين يضطر السكّان للزوم منازلهم وغلق نوافذها مع تشغيل “الناموسيات” لمكافحة البعوض المقتحم بيوتهم. وأشارت مصادرنا من بلديات بوغزول، البواعيش، الشهبونية وقصر البخاري أنّ غالبية الأطفال بهذه المنطقة ظهرت عليهم آثار لسعات البعوض لدرجة أنّ بعضهم تغيب عن الدراسة بسبب التشوّهات التي لحقت بوجوههم وأجسامهم، كما طال خطر أسراب البعوض هذه الحيوانات. وقال ممثل الجمعية الوطنية للبيئة والتراث وترقية المناطق الصحرواية عمر جرادنية إنّ مصدرها سدّ بوغزول سابقا أو ما يسمى حاليا بالبحيرة، أين تستقرّ أسراب كبيرة من البعوض حسبه بالسد وسط نباتات “الياراع” و”البوقريبة” قبل أن تتحرك مع غروب الشمس نحو المدن المجاورة، كما اعتبر ذات المتحدّث أنّ الطريقة غير الصحيّة التي تصرف بها المياه القذرة لبلدية بوغزول والتي تجري بعشوائية في وديان جنوب غربي بوغزول دون تصريفها في مجاريها اللازمة سبب آخر لتواجد البعوض بكثافة بالمنطقة، وأضاف ذات المتحدّث أنّ تقاعس السلطات المحلية لهذه البلديات وتراخيها في التعامل مع الظاهرة عزّز من امتدادها، معتبرا أنّه كان يتوجب تعاون المصالح الفلاحية والبيئية وكذا السلطات المحلية لإبادة البعوض في نباتات “الياراع” و”البوقريبة” قبل تكاثره وخروجه، هذا وقد أشارت مصادرنا أنّ السكان قدموا شكاوى بخصوص الموضوع دون حراك ملموس من الجهات المعنية ووصل بهم الحدّ حتى تقديم شكاوى لمصالح الجيش ببعض الثكنات المتواجدة بهذه المناطق ما يعكس حجم الكارثة البيئية الحاصلة بالمنطقة ومدى توسع نطاق تواجد البعوض بها، ويبقى التدخل السريع والفعلي من الجهات المعنية إزاء الظاهرة كفيلا بوضع حدّ لها.