أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الإثنين، المدعو (ع. ز)، البالغ من العمر 28 سنة، بعقوبة السجن النافذ لمدة 5 سنوات، و500 ألف دج غرامة مالية نافذة مع مصادرة المحجوزات، عن ارتكابه جناية الإشادة بأفعال إرهابية ومحاولة الانخراط ضمن جماعة إرهابية تنشط في الخارج. وقائع قضية الحال تعود تحديدا إلى تاريخ 29-03-2017، بحي النجمة، شطيبو سابقا، في وهران، أين تم إلقاء القبض على المتهم من طرف مصالح الأمن، عقب ورود اسمه في تحقيقات أمنية كانت تستهدف حسابات إلكترونية مشبوهة، ومواد تم نشرها على صفحاته، إضافة إلى فيديوهات وصور لجماعات إرهابية تنشط لصالح تنظيم – داعش-، حيث توصلت التحريات إلى وجود حسابين بهذا الوصف مفتوحين باسمين مستعارين، وهذا باستعمال رقم شريحة هاتف نقال مسجل باسم المتهم المتابع في قضية الحال، أحدهما يحمل اسم- محمد الأندلسي-، والثاني كان باسم -أبو الحسن الأمازيغي. كما قادت عمليات التفتيش التي استهدفت المسكن العائلي لهذا الأخير وأغراضه بناحية السانيا، على غرار هاتفه الشخصي، إلى الكشف عن تشغيله لقناة إلكترونية تدعى -مسلم أمازيغي-، تبث فتاوى تكفيرية ضد أولياء الأمور والأئمة، والحجاج والمعتمرين الذين ينفقون أموالهم لزيارة البقاع المقدسة، وكذلك فيديوهات تمجد الإرهاب وصور حول التقتيل وقطع الرؤوس لتنظيم داعش، ومشاهد عن العملية الانتحارية التي استهدفت في سنة 2017، مقرا للشرطة بولاية قسنطينة وصورة لثكنة عسكرية بمنطقة عين قزام، وكذا فيديوهات تظهر المتهم وهو يقوم بتدريبات للياقة البدنية في مكان معزول، والتي فسرت باستعداده للانضمام إلى داعش قبل أن تجهض هذه المحاولة لسبب خارج عن إرادته، إضافة إلى العثور على كتب دينية حول الجهاد، والتكفير واتصالات مع أجانب مشبوهين، منهم فتاة مسلمة من جنوبفرنسا، كان المتهم قد اعترف أمام الضبطية القضائية بإخبارها إياه عن عزمها على الالتحاق بتنظيم داعش عن طريق تركيا، وأيضا تواصله مع شخص، يدعى – أوس الشامي- يتحدث باللهجة السورية، وينحدر تحديدا من منطقة الرقة، التي كانت تمثل معقل هذا التنظيم الإرهابي، وهذا بغرض الاستفسار عن كيفية انضمامه إليه، وهو بدوره اقترح عليه السفر في مقابل تزكيته لدى الجماعة الإرهابية التي ينشط لصالحها، كما ورد في محضر الضبطية العثور في منزل المدعو زبير على رسالة تعزية في عضو من داعش تعرض للقتل، لكن المتهم وحين مثوله أمام المحكمة، نفى قطعيا علاقته بكل التهم المنسوبة إليه، مفسرا أمر الفيديوهات والصور المذكورة التي وجدت محملة ومخزنة على ذاكرة هاتفه الخلوي، على أنها كغيرها من المنشورات الثقافية والمواضيع العامة التي يتلقاها على تطبيق – التليغرام- الذي يستخدمه بدافع الاطلاع على جديد الأخبار ومستجدات الساحة الدولية، تخضع لعملية تحميل أوتوماتيكي على هاتفه، وفيما اعترف بمتابعته لقناة -مسلم امازيغي- الإلكترونية، إلا أنه أصر على أنه مجرد متصفح لها وليس مشتركا فيها، وأن ما تنشره عن تنظيمات إرهابية وعمليات داعش، إنما تعود مسؤوليتها إلى ناشريها، وعن الكتب الدينية التي عثر عليها في مسكنه، قال إنها تعنيه على اعتبار أنه حاصل على ليسانس في الشريعة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر التي درس فيها لسنوات بقسنطينة، لكن ليس فيها ما يدعو للغلو أو التطرف، وأنه أصلا ضد هذه التوجهات، وعن المقاطع المصورة التي يظهر فيها وهو يمارس تدريبات مكثفة في موقع غابي وناء بحي البركي، قال المتهم إن ذلك كان بطلب من طبيبه الذي نصحه بالرياضة للعلاج من داء الربو، لكن النيابة العامة لم تقتنع بكل تلك المبررات، واعتبرت أن التهم ثابتة في حق المتهم، لتلتمس في حقه عقوبة السجن النافذ لمدة 10 سنوات وغرامة قدرها مليون دج، قبل أن يستفيد من ظروف التخفيف في الحكم الابتدائي الصادر بعد المداولة. خ. غ