لم يجب منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، عن الكثير من الأسئلة التي تشغل بال الرأي العام وخاصة تلك المتعلقة بالرئاسيات، في مشهد يؤشر على أن الغموض لا يزال سيد الموقف حتى بالنسبة للأوساط المشكلة لما يعرف ب"محيط السلطة". وطرحت على بوشارب أسئلة من شاكلة هل الانتخابات الرئاسية تجرى في موعدها المحدد أم أنه سيطالها التأجيل؟ ومدى انشغال الحزب ب"الندوة" اللغز التي كثر الحديث عنها في الأسابيع الأخيرة ثم عادت لتختفي؟ وإمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة؟ غير أن الإجابة كانت نمطية كالعادة، من قبيل عندما يقرر الرئيس.. لا يوجد صوت يعلو على صوت الرئيس.. وملتزمون بما يقرره الرئيس… ولم يجد ما يرد به منسق الهيئة القيادية في الأفلان على الصحفيين، سوى قوله إن مصير الانتخابات الرئاسية المقبلة سيتحدد في غضون ال 25 يوما المقبلة، بمعنى أنه إذا تم استدعاء الهيئة الناخبة في هذه الفترة فسيجرى الاستحقاق في موعده، أما إذا لم تستدع الهيئة الناخبة في هذه الفترة فمعنى ذلك أن الانتخابات ستؤجل. وقال بوشارب في الندوة الصحفية التي عقدها، الأحد، بمقر حزبه: "الانتخابات الرئاسية سيفصل فيها باستدعاء الهيئة الناخبة، وسيتضح ذلك في غضون ال25 يوما المقبلة كأقصى حد، وإذا تم استدعاء الهيئة فهذا يعني أن مجال الترشح قد فتح أمام من يريد خوض السباق". وفي انتظار اتضاح الخيط الأبيض من الخيط الأسود، يؤكد بوشارب أن الحزب العتيد "لم يدخل بعد مرحلة الانتخابات الرئاسية"، وهنا استغل المتحدث الفرصة ليعرّج على الرسالة المنسوبة إليه والتي نشرت على موقع الحزب على شبكة الأنترنيت، والتي أسالت الكثير من الحبر، ليؤكد بأن ما حدث كان خطأ تقنيا، والتاريخ الذي يعود إلى العام 2014، يؤكد ذلك، كما قال. ونفى منسق "الأفلان" بالمناسبة وجود تباين في الرؤى أو المواقف داخل قيادة الحزب، مؤكدا بأن "الهيئة توجد على قلب رجل واحد، وليس هناك أي خلاف بين أعضائها.. والرأي هو رأي الحزب في النهاية".