يشتكي الكثير من الزبائن، هذه الأيام ومنذ انطلاق موسم الصولد في الثامن عشر من شهر جانفي الجاري، والذي يستمر على مدار شهر كامل، من التحايل المفروض من قبل التجار الذين يزعمون بأنهم قاموا بخفض أسعار منتجاتهم رضوخا لسلطة "الصولد"، لكنهم في الواقع لم يتبعوا قوانينه، وإنما تحايلوا ببعض الطرق وأعلنوا عن ما يسمى ب"الصولد المزيف"ّ. تُزعج الزيادات أو بالأحرى الأرقام التي تكون خلف المبالغ المالية المحددة للكثير من المواد التجارية سواء الغذائية أو مواد التنظيف أو الملابس أو أي مادة تعرض للبيع في مختلف المحلات وأكبر المراكز التجارية، الكثير من الزبائن، باعتبارهم يُجبرون على دفع مبلغ إضافي من دون أن يتحصلوا على الباقي بحجة انعدام "الصرف".. إذ أنّ هذه الظاهرة غير الجديدة التي تظهر مع كل موسم "صولد"، يعتمدها عديد التجار للتحايل على الزبون وجعله يقتني الشيء المعروض للبيع بسعر يضاف إليه مبلغ 999 أو 990، وعند اقتنائه لا يحصل على صرف الدنانير المتبقية، وبالتالي يكون قد اشتراه بالمبلغ الأصلي الذي يقوم التاجر بإخفائه تحت لواء سعر آخر أقل من السعر الأول بدينار فقط، فمثلا عندما يكون ثمن سروال ب3 آلاف دينار، هنا يقوم البائع بخفض سعره ويكتب عوض 3 آلاف ب2999 دينار. ويعتبر هذا التنزيل الغريب بمثابة صولد، رغم أنه أنقص من سعره دينارا واحدا، فيلعب على نفسية الزبون الذي يلاحظ أن السعر نزل من 3 آلاف إلى ألفين دينار من دون أن يركز في الأرقام التي تكون بعد رقم 2000 دينار، ويقوم باقتنائه، ليتفاجأ عند وصوله إلى القابضة بالبائع يخبره أنه لا يملك "الصرف" وهنا يكون الزبون مجبرا على التخلي عن تلك الدنانير القليلة التي يتحايل بها غالبية البائعون على نفسية الزبائن بغرض بيع سلعهم، ويقتنيها بسعرها الأصلي.. وللاستفسار أكثر عن التحايل الذي يتفنن فيه الكثير من الزبائن خاصة في زمن "الصولد" اتصلنا بالخبير الاقتصادي كمال رزيق الذي صرّح خلال حديثه مع "الشروق"، أنّ "الصولد" يعتبر طريقة من الطرق التجارية الخاصة التي تتم بعد أخذ رخصة من وزارة التجارة، ويكون مرتين في السنة الأولى في الشتاء والثانية في فصل الصيف، حيث وضع الصولد، كما ذكر رزيق، خصيصا من أجل التاجر، حتى يتمكن من بيع بضاعته من دون خسارة، وحتى لا تتكدس وينتهي وقتها، وأيضا من أجل تحسين المستوى المعيشي للزبون من خلال اقتنائه لجميع الأغراض بأسعار أقل من المعتاد، لكن معظم التجار حسب ما صرّح محدثنا، يقومون بالتحايل على الزبائن من خلال اتباع عديد الطرق ويستغلون "الصولد"، حيث أنّ هناك من يقوم برفع أسعار منتجاته بشهر أو شهرين قبل حلول موسم الصولد، وعند انطلاقه يخفضه بنسبة قليلة، ويبيعه بسعر أكبر من ذلك المعروض في الأول، وهناك من يدعي "الصولد" لكنه في الواقع لا يقوم بخفض سوى بعض الدنانير للعب على نفسية الزبائن، وهذا ما يسمى حسب رزيق بالإشهار الكاذب. وأضاف المتحدث أنّ العيب لا يقع على عاتق التجار فقط وإنما على الزبائن أيضا الذين ينبهرون بالصولد ويركضون خلفه دون التأكد من حقيقته، داعيا في سياق ذي صلة إلى مقاطعة عملية الشراء خلال موسمي الصولد في حالة ما لم يتم التأكد من وجود تخفيضات حقيقية في الأسعار.