تجاهلت الطبقة السياسية في الجزائر ذكرى مرور قرابة ربع قرن عن مظاهرات الخامس(05) أكتوبر 1988، وباستثناء حركة مجتمع السلم التي بادرت بندوة حول الموضوع، لم يصدر اي موقف عن جل الأحزاب السياسية الجمعة المصادف للذكرى رغم ارتباطها بفجر التعددية التي شهدها البلد قبل 24 سنة، وبفضلها تعج الساحة السياسية الجزائرية بنحو 52 حزبا معتمدا وما يربو عن 30 تشكيلة تنتظر ورقة اعتمادها. لم تظهر مكونات الطبقة السياسية الجزائرية بشقيها المعارضة والموالية للسلطة بمواقف واضحة وقوية من مما عرف بأحداث 5 أكتوبر 1988، وباستثناء حركة مجتمع السلم التي أقامت ندوة نقاش، لم تأخذ تلك الأحداث أنهت عهد الحزب الواحد حقها من التحليل والنقاش من طرف مكونات الطبقة السياسية الجزائرية. وأكد عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني قاسا عيسي ل"الشروق أون لاين" الجمعة، عدم إصدار "الأفلان" أية بيانات أومواقف رسمية بخصوص الذكرى، والأمر نفسه لدى التجمع الوطني الديمقراطي حيث اكد الناطق الرسمي للحزب ميلود شرفي ل"الشروق اون لاين" الجمعة عدم إصدار "الأرندي" أي بيان أو تصريح رسمي في هذا الشأن. كما أكدت النهضة عدم إصدار أي موقف رسمي للحزب الذي ظل من أكثر أحزاب المعارضة ظهورا إعلاميا منذ الإعلان عن إطلاق الاصلاحات السياسية المعلنة من طرف الرئيس بوتفليقة ربيع سنة 2011. وقال القيادي في حركة النهضة امحمد حديبي أن حزبه لم يصدر موقفا رسميا، لكنه يعتبر مظاهرات اكتوبر 1988 هبة شعبية نحو الديمقراطية ومزيد من الحريات، لكن هذا الحلم أجهض في خضم الأحداث التي شهدتها الجزائر سنوات التسعينيات. وترى أحزاب السلطة في تلك الأحداث بالربيع الجزائري الذي تعيشه معظم الدول العربية اليوم، بينما تعتبر أحزاب المعارضة وبخاصة منها أطراف "تكتل الجزائر الخضراء" هكذا تصريحات مغالطة للرأي العام، وتؤكد أن الربيع الجزائري لم يحصل بعد وهو آت لا محالة.