يعاني المسافرون عبر الخط الرابط بين ولايتي وهران وأدرار، مرورا بمنطقة تينركوك، من السلوكات السيئة والتجاوزات الكبيرة، الصادرة من العاملين في حافلات النقل، الذين يقتصر هدفهم على الربح المالي فقط، غير مبالين بالخدمات الواجب تقديمها للمسافرين. تقوم مافيا النقل في هذا الخط، بالنصب والاحتيال على المواطنين، عن طريق نقلهم لمسافات طويلة، على الكراسي الإضافية في وسط الحافلة، أو على صناديق قارورات المشروبات الغازية، مع تسديدهم ثمن مقعد في الحافلة مستغلين طيبة أهل المنطقة وحاجتهم، كما يقوم الناقلون الخواص باحتساب تذاكر عشوائية بين الدوائر والولايات، التي تمر بها الحافلة، مثل الخط الرابط بين منطقة تينركوك وولاية البيض، تحتسب للراكب من تينركوك بمبلغ 1000 دج، فيما تحتسب للراكب من محطة البيض باتجاه تينركوك بمبلغ 800 دج فقط، حيث تعكس الفوارق المالية، عمليات النصب والاحتيال من طرف الناقلين، فضلا عن ثمن التذكرة من منطقة تينركوك إلى تيميمون، بمبلغ 150 دج على مسافة 70 كلم. تتواصل معاناة الزبائن بسبب تجاوزات الناقلين إلى حد الساعة، مستغلين غياب الرقابة عبر هذه الخطوط، فيما تلتزم الجهات الوصية الصمت المطبق، كما يقوم أصحاب الحافلات، بالتوقف عند المحطات والمطاعم والمقاهي التي يتفقون مع أصحابها مسبقا، بدفع مبلغ مالي مقابل التوقف عندهم، وتخصيص جناح خاص بطاقم الحافلة، لتناول أجود أنواع المأكولات دون مقابل مالي، فيما يتم تغطية ذلك، بمضاعفة مبالغ الوجبات على المسافرين، كما يشتكي المسافرون من تغيير الحافلات وسط الرحلة، أو دمج مسافرين في حافلة واحدة في نفس الاتجاه، وكثيرا ما تتعطل في الطريق على حساب وقتهم، حيث ينتظر المسافرون ساعات طويلة لإصلاحها وذلك نتيجة اهتراء أغلبها، فضلا عن الكراسي والنوافذ المهترئة، زد عليه عدم توقف الناقلين في أوقات الصلاة. اشتكى عديد المواطنين بذات الخط، من سوء المعاملة واستعمال الأغاني الماجنة، والتدخين من طرف سائقي الحافلة والقابضين، دون احترام وتقدير للمسافرين، وكثيرا ما تتحول الرحلة إلى مناوشات كلامية بين الركاب والقابضين، بسبب التجاوزات التي باتت ظاهرة تثير غضب المواطنين، وتستوجب التدخل العاجل للقضاء عليها، تزامنا مع اشتراط الناقلين لمبالغ مالية خيالية، على نقل الأظرفة والودائع التي يستلمونها من أصحابها، حيث تصل إلى مبلغ 1000 دج للظرف الواحد، وهو ما يعتبر أسلوبا من أساليب نهب وسلب أموال المواطنين. يعاني النقل بالمناطق الجنوبية منذ عقود، بسبب بعد المسافة بين الولاياتالشمالية والجنوبية، والتي يقصدها المواطنون من أجل إجراء العلاج، وإجراء امتحانات المسابقات المهنية، أو البحث عن عمل أو الدراسة في الجامعات، تزامنا مع غلاء تذاكر طائرات النقل الجوي، وعدم إطلاق مشاريع السكة الحديدية، والتي ستحل الكثير من المشاكل، خاصة وأن هذه الحافلات، كثيرا ما يتصادم أصحابها مع غلق الطرقات، من طرف المواطنين بسبب احتجاجات اجتماعية، أو زحف الرمال وسط الطريق، وهو ما يستوجب على السلطة، ضرورة إيجاد حلول ناجعة وجذرية، تتمثل أساسا في مد خطوط السكة الحديدية نحو مدن الجنوب، لإنهاء كابوس السفر في حافلات الخواص.