تعيش المؤسسة الاستشفائية الجوارية لبلدية جديوية في غليزان، على وقع فضيحة تتعلق باستعمال لقاح منتهي الصلاحية لقرابة150 عامل نظافة بالبلدية قبل أيام، حيث فتحت مصالح الأمن تحقيقا عقب شكوى وصلتها من مسؤولي البلدية وبعض العمال، وأوقفت بدورها مديرية الصحة للولاية تحفظيا ممرضين وطبيبا مختصا مشرفا على المصلحة. وكشفت مصادر عليمة، أن عملية التلقيح التي مست 150عامل تابع للبلدية بلقاح (الآش.بي.في كبار) منتهي الصلاحية منذ شهر أوت المنصرم سبب أزمة كبيرة في المنطقة، عقب اكتشاف أحد العمال للفضيحة بعد تفقده القارورة التي كانت تحمل اللقاح الفاسد، ليقوم بدوره بإبلاغ مسؤولي القطاع الصحي ومسؤولي البلدية الذي لم يتوانوا في إبلاغ السلطات الولائية بما فيها الأمنية، لأجل فتح تحقيق مفصل في القضية التي هزت القطاع الصحي ككل. وأشارت مصادرنا إلى أن حالة من الخوف أصابت العمال منذ اكتشافهم القضية، فيما يخص تأثير اللقاح الفاسد محملين مسؤولي الصحة الجوارية ما حدث، ومطالبين بتدخل مديرية الصحة في أقرب وقت لتحديد مصيرهم، وما سيترتب عنه من تأثيرات ومضاعفات مستقبلية على صحتهم. كما تدخلت المصالح الأمنية لدائرة جيديوية، بمجرد وصول الخبر إليها واستدعت كافة الأطراف المشرفة على المصلحة الاستشفائية للتحقيق مع جمع كمية اللقاحات والوثائق المتعلقة بها، مع سماع الممرضين والطبيب المختص ومدير المؤسسة الاستشفائية الذي تأسس كطرف مدني في القضية. "الشروق" وعقب تسرب المعلومات حول القضية التي يبدو بأنها كانت تعالج في سرية، اتصلت بمديرية الصحة والاسكان وإصلاح المستشفيات، حيث أكد لنا مسؤول هناك الواقعة و قال أنهم تلقوا الخبر ليلة الرابع إلى الخامس من شهر نوفمبر، حيث قامت بإيفاد لجنتي تفتيش لتحديد المسؤوليات والمتسببين فيها، مع إصدار قرارات بالتوقيف التحفظي في حق ممرضين اثنين وطبيب مختص بالمصلحة، والذين شملهم التحقيق الابتدائي لدى مصالح الأمن. وأكد بأنهم يتحملون مسؤولية مراقبة التلقيح قبل استعماله، فيما كشف أن التلقيح المستعمل ليس كله فاسدا بل بعضه وكان حسبه من الأجدر مراقبته قبل الاستعمال، مطمئنا أن اللقاح الفاسد لا تأثير له على صحة الضحايا، مؤكدا بأن المديرية تأسست كطرف مدني في القضية التي يبدو بأن الفصل فيها سيكون بيد العدالة، بينما فتحت مديرية الصحة هي الأخرى تحقيقا إداريا.