رفضت الأحزاب السياسية تحميلها مسؤولية فتور الحملة الانتخابية وعزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع، ووصف عبد الرحمان سعيدي رئيس مجلس الشورى لحمس تصريح ولد قابلية بأنه تجن على الأحزاب، في حين قال جلول جودي بأن ما حدث من تزوير لنتائج الانتخابات التشريعية جعلت المواطن يحجم عن العملية الانتخابية. قال رئيس مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم عبد الرحمان سعيدي بأن تحميل مسؤولية فتور الحملة الانتخابية للأحزاب السياسية هي مسألة نسبية، لأن العملية الانتخابية تشترك فيها الأحزاب والإدارة والمجتمع برمته، وأن من يقول بأن المسؤولية تقع على عاتق الأحزاب هو تجاوز للحقيقة، كما أن المقاربة يجب أن تكون موضوعية، فمثلا عندما لا تقوم اللجان البلدية بعملها ولا تمنح لها الصلاحيات، زيادة عن إفراغ قانون البلدية من محتواه، هي كلها عوامل تؤثر على الحملة الانتخابية وعلى الاستحقاقات، مصرا على أن الأحزاب لا تتحمل مسؤولية برودة الحملة الانتخابية وكذا العزوف، وأن كل من له علاقة بالانتخابات يتحمل جانبا من المسؤولية بما فيها الإدارة، متسائلا إن كان الحل في إلقاء اللوم على بعضنا البعض، في حين أن العملية الانتخابية تسير نحو التدهور وفقدان مكانتها . ويرى العضو القيادي في حزب العمال جلول جودي بأن الانتقاد الذي وجهه وزير الداخلية ولد قابلية للأحزاب السياسية محملا إياها مسؤولية فتور الحملة الانتخابية بحجة سوء اختيارها للمترشحين غير قابل لتعميمه على كل التشكيلات، لأن حزبه حرص على ضبط معايير الترشح، وقال بأن الولاة يتحملون قسطا من المسؤولية بسبب قبولهم لملفات مرشحين مسبوقين قضائيين، من بينهم رأس قائمة في أحد الأحزاب الذي تورط في 11 قضية، وأن ما حدث يوم 10 ماي من تزوير غرس لدى المواطن شعورا بأن إرادته غير محترمة من قبل الإدارة، وهو أضحى يدرك بأن التزوير قائم، وأن صوته سيصادر، لذلك فهو لا يتوجه إلى صناديق الاقتراع. ويعتقد المكلف بالإعلام بالحزب العتيد عيسي قاسا بأن الانتخابات يشارك فيها الجميع من إدارة وأحزاب وإعلام، وأن كل هذه الأطراف تتحمل جزءا من المسؤولية، وذكر على سبيل المثال خطاب بعض الأحزاب الذي يطعن في نزاهة الانتخابات ويقلل من صلاحيات الأميار. وعلى عكس بعض التشكيلات السياسية، يرى المكلف بالإعلام بالتجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي بأن الحملة الانتخابية تجري في ظروف عادية، وأنها كللت بالنجاح بالنسبة لحزبه الذي استطاع حشد عدد كبير من المواطنين والمتعاطفين خلال التجمعات التي نشطها قياديون على رأسهم الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، كما وفق في تنظيم اللقاءات الجوارية، مستبعدا وقوع عزوف عن الانتخابات البلدية خصوصا وأنها تتعلق بالاهتمامات اليومية للمواطنين، وأن نسبة المشاركة ستكون مقبولة. ويقول حملاوي عكوشي، رئيس حركة الإصلاح الوطني بأن السلطة هي المسؤولة عن برود الحملة الانتخابية وكذا عزوف المواطنين عن المشاركة فيها، لأسباب عدة من بينها الزبر الذي طال قوائم المرشحين بحجة عدم استيفاء الشروط القانونية، موضحا بأن ولد قابلية اعتمد على خير وسيلة للدفاع وهي الهجوم، مصرا على أن الانتخابات ضربت من قبل الإدارة التي تتحكم في العملية وأقصت الأحزاب، وكذا اللجنة المستقلة لمراقبة الاستحقاقات، لحساب لجنة الإشراف القضائي.