غزة .. العزة ترفع " نيف " العرب والمسلمين مرة أخرى ، صامدة شامخة ، أمام سكوت المجتمع الدولي ،وصمت الجهات " الحاضنة " للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان والعملية السلمية ، فالهمجية اليهودية بحجة الدفاع عن النفس ، والدفاع المشروع تتمادى في حربها. قد يكون المبرر مشروع ظاهرياً ، ولكن ينطوي على كيد ، بحكم أن الدولة " الإسرائيلية " في ظل القانون الدولي هي دولة محتلة وفعليةّ مقيدة بالتزاماتها بسبب اتفاقيات جنيف والملحقات التابعة لها . فالسناريو يتكرر، ويتمادى الكيان " الصهيوني " ويزداد حدة في كل مرة ، باستعمال مفرط للقوة، وعدم التفرقة بين الهدف المدني والهدف العسكري ، أي قصف عشوائي بدون تمييز ولا تفرقة بين الأطفال، " والنساء " ، والطواقم الإسعافية .. إلا أن هذه المرة الاخراج للسيناريو لن يكون كالمعتاد، بحكم أن " مصر " وبمواقفها الرجولية ، مصر مرسي ، وتركيا وما خلفته أحداث الباخرة مرماة ، من جرح عميق بين علاقة تركيا بالكيان الصهيوني ، ودول الربيع العربي ، التي غيرت الموقع والموقف من المعتدل للممانع ، من الساكت للمتحرك ، كل هذه العوامل الجيوستراتيجية ، تعجل على ضرورة التحرك والمضي نحو التنديد والتحرك. فغزة صامدة وواقفة ، رغم ما يحاول الكيان اليهودي ، الايقاع بأهاليها فسياسات الحصار الحصار والتصنيف ككيان ارهابي لغزة ، وإثارة النعرات الخفية بين مكونات الكيان الفلسطيني ، و التشويه أو الاستدراج كل هذه الوصفات لم تنفع، ولن تنفع في ظل ما تشهده المنطقة من تحول جذري في بنية الحكم ، وفلسفتها ..!! فغزة أصبحت حقيقة ، وكيان لا يمكن تجاوزه ، سواء من الفلسطينيين أو غيرهم .. فحتى الأعداء المعتمدين من طرف الكيان الصهيوني أكانوا دولاً وأفراد، أو جماعات، أصبحوا غير صالحين للاستعمال ، وتجاوزهم الزمن للضغط ، أو الاسترزاق أو استعمال "غزة وقضيتها" كسجل تجاري للمساومة والتموقع .. فكل هذه المعطيات أصبحت أقرب والتاريخ ، من الواقع اليومي !!. على المنظمات الحقوقية الفلسطينية ، أو العربية منها أن تكون مهنية في عملها ، من توثيق وتحريك للآليات الدولية التعاهدية منها أو الغير التعاهدية للمطالبة ، والاعتراف ، والتجريم والتعويض الكيان الصهيوني. ولعل هذا العمل القانوني قد يرتقي لمصاف المقاومة ، من خلال كشف الممارسات اللاخلاقية للكيان الصهيوني ، و للانتهاكات العديدة والجسيمة في حق الفلسطينيين، من تحلل لكل الالتزامات الدولية ، سواء الخاصة بنظام جنيف ، أوالمعلقة بحقوق الإنسان . فغزة اصبحت حقلاً للتجارب للعديد من الأسلحة المحرمة دولياً بحكم طبيعتها ،أو بحكم الألم التي تنتجه من آثار على الأفراد .. فعزة أقولها وأكررها، مقبرة للعديد من " القيم الإنسانية " التي يتفنن الغرب اتجاه العالم الإسلامي بالوعظ ، وتوجيه الإرشادات التوجيهية. فعزة العزة تناديكم ، شعوباً عربية ، وأحراراً في كل انحاء العالم بالدعاء والتضرع ، بالكشف عن هذه الممارسات في المنتديات ، والمدونات وكل وسائط التبادل الاجتماعي ، لنحاول أن نخلق" رأي عام " يفرض على الأنظمة المستحقرة ، أو الضعيفة ، أو المنطوية والمنبطحة . فغزة العزة تنادي ، أقلامكم ، حناجركم ، تفكيركم ، تحركاتكم لنصرة شعب يذبح ويقتل ، ينكل به لسبب وحيد وواحد ، أنه يطالب باسترجاع حقوقه الشرعية المسلوبة منذ أزيد من نصف قرن. فعزة العزة .. تناديكم فلا تخذلوها وبالله التوفيق.