ناشدت عائلات الشباب الحراقة المنحدرين من مدينة قالمة، والذين انطلقوا فجر الأحد الماضي، من شاطئ الخليج الغربي بشطايبي بولاية عنابة باتجاه السواحل الإيطالية، السلطات المركزية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية، وزير الداخلية ووزير الشؤون الخارجية، التدخل لمعرفة مصير أبنائهم الذين انقطعت أخبارهم، منذ مغادرتهم منازلهم صبيحة الأحد الماضي. وتتخوف عائلات الشباب الحراقة الذين يقطنون في عدّة أحياء بمدينة قالمة، على غرار حي عين الدفلة وحي المناورات وحي المحطة وكذا شارع سويداني بوجمعة، من أن يكون أبناؤهم مازالوا عالقين في عرض البحر، مؤكدين أن القارب التقليدي الذي انطلقوا على متنه يضم 19 شابا تتراوح أعمارهم بين 17 سنة و30 سنة، من بينهم فتاتان، وينحدر 14 منهم من مدينة قالمة، بالإضافة إلى أربعة شبان آخرين من بلدية شطايبي بعنابة بالإضافة إلى صاحب القارب التقليدي. وأضاف ذوو "الحرّاقة"، أن كل مساعيهم على مدار أيام الأسبوع الماضي، واتصالاتهم لمعرفة مصير أبنائهم باءت بالفشل، في ظلّ تضارب الأخبار والمعلومات، وانتشار العديد من الإشاعات على مواقع التواصل الإجتماعي، بشأن مصير الحراقة المفقودين، حيث تداولت بعض الصفحات أخبارا عن وصولهم إلى السواحل الإيطالية والقبض عليهم من طرف الشرطة الإيطالية التي وضعتهم في الحبس، بعدما سحبت منهم أجهزة هواتفهم ومنعتهم من الاتصال بأهاليهم، وهي الأخبار التي نفتها عائلات الشباب المفقودين بقوة، وأكدت أن اتصالاتها ببعض المغتربين الجزائريين في إيطاليا كشفت أن كل تلك الأخبار المتداولة على صفحات الفايس بوك هي مجرد إشاعات فقط، ما جعلها تستصرخ رئيس الجمهورية ووزيري الداخلية والشؤون الخارجية، لمعرفة مصير هؤلاء الشباب الذين دفعتهم ظروفهم الاجتماعية القاهرة إلى المجازفة بحياتهم وامتطاء قوارب الحرقة، نحو الضفة الأخرى. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر مازالت رحلة الاتصالات المضنية بمختلف الجهات من طرف عائلات هؤلاء الشباب متواصلة، على أمل العثور على أثر قد يقودهم لمعرفة مصير أبنائهم، في ظلّ تزايد المخاوف من أن يكونوا تائهين أو عالقين في عرض البحر، خاصة وأن كل الأصداء التي وصلتهم من إيطاليا تنفي وجود أنباء عن وصول حراقة جزائريين ينحدرون من قالمة إلى سواحلها. وذكرت مصادرنا أن قوات البحرية الجزائرية وبعد إبلاغها باختفاء القارب الذي كان على متنه الحراقة المفقودون، قد باشرت منذ أول أمس الخميس، عملية تمشيط واسعة في عرض المياه الإقليمية الجزائرية دون أن تعثر على أثر لهم لحد كتابة هذه السطور.