مع اقتراب شهر رمضان الكريم، تبدأ روائح التوابل تملأ أرجاء الأسواق والمحلات، وتستقطب اهتمام العائلات الجزائرية آلتي تحرص على اقتناء أنواع منها تتناسب مع أطباق مائدة الإفطار.. توابل جديدة قفزت هذه الأيام إلى قائمة البهارات المعروضة في بعض المحلات والمساحات التجارية الكبرى، فسرقت الأولوية من التوابل القديمة والتي تعوّد الجزائريون، خلطها بمقدار كي تضفي على الأطباق نكهة خاصة، أملا في أن تقي هذه البهارات الجديدة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. الزعتر، ونجمة اليانسون، الكركم، الزنجبيل، بذور الشمر، حب الرشاد، الخولنجان، القرنفل، الهيل، وغيرها من التوابل، وحتى وإن كانت تشترى بعضها ضمن قائمة بهارات أطباق رمضان في السابق، إلا أنها لم تكن محل الاهتمام بالحجم الذي هي عليه في ظل انتشار وباء كورونا. وقد حرص الكثير من الجزائريين، لتقوية جهاز المناعة، خلال شهر الصوم، المتزامن هذه المرة مع وباء كورونا، على اقتناء توابل جديدة، غير مطحونة، حفاظا على طعمها ورائحتها ومفعولها الغذائي، حيث كثر الطلب على توابل خاصة أضيفت إلى تلك القديمة التي يتم مزجها لتحضير طبق المائدة "الشوربة " أو "الحريرة". وفِي سوق الخضر والفواكه لبلدية حسين داي، يوجد محل لبيع التوابل والزيوت وبعض الأعشاب، يشهد إقبال الزبائن، بشكل مُلفت للانتباه، حيث يكثر الطلب عنده، على الزعتر والزنجبيل، والقرنفل، وحب الرشاد، وهي، أصبحت، حسبه، ضمن خلطات التوابل التي تضاف إلى الأطباق. ومن خلال جولة "الشروق " الاستطلاعية، إلى هذا المحل، على غرار محلات أخرى، يبرز مدى هيمنت بعض التوابل التي ترتبط فوائدها، بتقوية جهاز المناعة، على التوابل الأخرى، حيث قالت سيدة وجدناها في هذا المحل "شهر رمضان في تقاليد المطبخ الجزائري، لا يمكن أن يمر من دون أن تعطره التوابل المختلفة، وإن الحرص هذه المرة على اقتناء مجموعة واسعة من التوابل المقوية للمناعة، ضرورة أملاها علينا فيروس كورونا المستجد". وكانت طاولة لشاب يبيع الأعشاب والثوم والبهارات و"الفريك" و"المرمز" والفواكه الجافة، داخل ذات السوق، قد التف حولها الزبائن، غير مبالين ببند التباعد الاجتماعي للوقاية من كورونا، وهم يركزون بعيونهم على الكم الهائل من التوابل، حيث كان القرنفل. والزعتر والكركم، والزنجبيل، في مقدمة قائمة الطلبات. وفِي المساحات التجارية الكبرى، تنوعت أكياس التوابل واختلفت أحجامها، ومنها المطحونة، وغير المطحونة، وأصبح القرنفل، والكركم، والزنجبيل، ينافس الفلفل الأسود والقرفة، ورأس الحانوت. ويبدو أن كورونا ستكثر الطلب من طرف الرجال على الأطباق المنكهة بالتوابل الجديدة وهذا حسب ما يشهده سوق الأعشاب والبهارات، من إقبال للجنس الخشن. استخدام هذه التوابل المقوية للمناعة، في أطباق شهر رمضان، وبطريقة مبالغ فيها، قد يضر بالصحة ويتسبب في أمراض وبعد التعقيدات، حيث أكد الأخصائي في التغذية، الدكتور كريم مسوس، أن الإفراط في استعمال البهارات وخاصة عمد خلطها، يسبب التهابات معدية، ويؤدي تناول توابل حارة، إلى شعور بالغثيان والقيء ويؤدي إلى الإسهال أحيانا، ولكن تبقى التوابل، حسبه، تلعب دورا مهما في حماية الجسم، فهي تحتوي على المواد المضادة للأكسدة.