يعيش سكان بلدية الطواهرية في ولاية مستغانم، على وقع التهديد الذي تمثله كميات من المواد الفلاحية منتهية الصلاحية، والمخزنة في قبو منذ سنة 1996، من دون أن تفي السلطات المعنية بوعودها، التي تقضي بإتلاف تلك المواد. وبات الوضع يتطلب تحركات فورية من طرف كل الجهات المعنية، وعلى رأسها والي الولاية، لتطهير البلدية من هذه المواد الخطيرة وحماية السكان من تأثيرها على الصحة، لاسيما مع وجودها داخل النسيج العمراني، وتحديدا وسط المدينة ومنذ قرابة ربع قرن. وتنبعث من القبو الذي خزنت فيه تلك "السموم"، روائح كريهة وخاصة في فصل الصيف، أين ترتفع درجة الحرارة. ولاحظ مهتمون بالقضية، زيادة عدد حالات الإصابة بمرض السرطان، وسط السكان القاطنين بقرب هذه الأقبية، بينها حالة لطفل عمره 11 سنة. وأفاد مواطنون أنهم ما انفكوا يراسلون مختلف السلطات المعنية مطالبين إياههم بالتخلص من تلك السموم، أو إبعادها عن المجمع السكني لتفادي أي خطورة مستقبلا، ولكن لا حياة لمن تنادي. كما نظم السكان عديد الاحتجاجات، مطالبين بحمايتهم وإبعاد هذه المواد السامة عن بلديتهم. من جهته، قال نائب رئيس بلدية الطواهرية العيد بن عطية، أنه جرى إبرام اتفاقية مع شركة لإتلاف هذه المواد الفلاحية، مقابل 1.8 مليار سنتيم، ولكن في المقابل عجزت البلدية عن توفير هذا المبلغ. وأمام غياب الجهات المعنية، يطالب السكان السلطات العليا للبلاد، بتشكيل لجنة تقف على حجم هذه الكارثة البيئية والصحية.