تعرض عتاد كوسيدار على مستوى 8 هكتارات من المستثمرات الفلاحية التابعة لبرنامج رئيس الجمهورية للدعم الفلاحي لعمليات سطو وسرقة بالجملة إضافة إلى أعمال تخريب وتحطيم عن طريق الحجارة الكبيرة، المستثمرات التي تعرض عتاد كوسيدار فيها للسطو والتخريب تمتد عبر ثلاثة ولايات بداية من بوقادير التابعة لولاية الشلف إلى مستغانم ثم إلى غليزان. العتاد المسروق كان مركبا داخل 1800 بالوعة للمياه عبر هذه المستثمرات، وجاهزا للإستعمال، وهي بالوعات محمية بواسطة جدار خراساني وغطاء مصفح خراساني كذلك بحيث لا يستطيع الأطفال الوصول إليها، لأن دخولها يتم عن طريق سلالم، كما يتطلب رفع صفيحة الخراسانية الثقيلة جدا من أجل الدخول داخل هذه البالوعات، ولذلك لا يدخلها إلا الفلاحون لفتح صمامات المياه عند شروعهم في عملية الري، مما يعني حسب السيد سعيد عوديه أن الأشخاص الذين قاموا بتفكيك البراغي على مستوى الصمامات والحنفيات داخل البالوعات، وسرقة القنوات ، وتحطيم عدادات المياه وأجهزة التدقيق بواسطة أحجار كبيرة مما ألحق بها أضرارا بليغة، وهو ما جعل مسؤولي كوسيدار يجزمون بان الفاعلين هم أشخاص بالغين وليسوا أطفالا، لأن الأطفال لا يستطيعون رفع الغطاء الخراساني الضخم للبالوعة، كما يبدوا واضحا أن عمليات التخريب تمت مع سبق الإصرار والترصد. علما أن هذا المشروع مصنف ضمن الأشغال الكبرى التي تقوم كوسيدار بإنجازها، ويقدر حجمه المالي ب 4000 مليار، وهو يتضمن تجهيز وتهيئة مستثمرات محيط سهل الشلف بمد قنوات وأجهزة الري من الخزانات إلى السهول والمستثمرات المتربعة على مساحة 8 هكتارات ، وهي تضم أراضي تابعة لمستثمرين خواص وأخرى أراضي فلاحية ملك للدولة، وذلك بعد أن تكفلت شركة صينية متخصصة في الهيدروليك بالشق الأول من المشروع والمتمثل في إنجاز تحويل المياه من محطة الضخ إلى الخزانات ، وقد فازت كوسيدار بهذا المشروع بموجب صفقة أعلن عنها الديوان الوطني للري وصرف المياه التابع لوصاية وزارة الموارد المائية. أشغال إنجاز المشروع انطلقت في ماي 2005 وتم إنجازه في ظرف قياسي حيث انتهت الأشغال به في فيفري 2006 ، وكان يفترض أن تسلمه كوسيدار للديوان الوطني للري وصرف المياه هذه الصائفة، ولم يدخل حيز الإستغلال بعد، لتتفاجأ المؤسسة بتعرضه للتخريب والسطو خلال الفترة الممتدة مابين 25 جويلية إلى 29 جويلية من طرف مجهولين، مما سيعطل عملية التسليم، لأن كوسيدار ملزمة باقتناء معدات وتجهيزات جديدة وإعادة إنجاز المشروع، طالما أن عملية التخريب التي طالته وقعت في فترة كان فيها المشروع ما يزال تحت مسؤليتها. علما أن التجهيزات التي تم السطو عليها أو تخريبها مستوردة من فرنسا، وتحديدا من عند الشركة الفرنسية "تيكوفي" وقيمتها 300 مليون سنتيم، غير أن حجم الخسائر الناتج عن تخريبه وصل إلى 700 مليون سنتيم بالنسبة لخزينة الدولة، لأن شركة التأمين المتعاقدة مع كوسيدار ستتكفل بالتعويض لها على هذه الأضرار ومن يدفع هو خزينة الدولة. وقد أودعت كوسيدار شكوتين لدى فرقتي الدرك الوطني ل "حمادنة" بغليزان و شكوى ب "أولاد جمعة" بنفس الولاية، وبموجب ذلك مصالح الدرك الوطني قامت بفتح تحقيق حول سرقة عتاد كوسيدار بالمستثمرات الفلاحية التابعة لبرنامج الدعم الفلاحي بغليزان التابعة لزارعة الحبوب والأشجار المثمرة والخضار. وفي هذا الصدد أكد المتحدث في لقاء خص به "الشروق اليومي" بأن عمليات السرقة والسطو على عتاد كوسيدار في المستثمرات الفلاحية تكلف كوسيدار خسائر تفوق المليار سنويا، كما تكلف خزينة الدولة ملايير الدينارات سنويا، فقد تعرض عتاد كوسيدار لعمليات سطو مماثلة في المستثمرات الفلاحية وحسب السيد عوديه فإن الشكوك تحوم حول الفلاحين لأن الدولة تضع تحت تصرفهم هذا العتاد زائد المياه الصالحة للسقي في إطار الدعم الفلاحي لكن العديد منهم يتعمدون تخريب عدادات المياه المخصصة للسقي في مستثمراتهم حتى لا يتمكن الديوان الوطني للري وصرف المياه من معرفة حجم استهلاك الفلاحين للمياه التي يمنحها لهم الديوان على شكل حصص تعادل حجم ونوعية الزراعة في مستثمراتهم، ثم يلجئون إلى سقي محاصيلهم ليلا. جميلة بلقاسم:[email protected]