أكد السفير الصحراوي بالجزائر محمد يسلم بيسط أن الشعب الصحراوي يحتفظ بالخيارين الدبلوماسي والعسكري في تعاطيه مع الاحتلال المغربي، مؤكدا استعداد بلاده ل" إعطاء بعض الوقت للمنتظم الدولي بهدف ايجاد الحلول السلمية للنزاع حول الصحراء الغربية"، ورد السفير بيسط في الندوة الصحفية التي نشطها أمس ضمن أشغال الجامعة الصيفية للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، على سؤال يخص أسباب عدم عودة الصحراويين للكفاح المسلح بعد تأكد تعنت الطرف المغربي، بالقول " نحن نتشبث بكل خياراتنا، سواء كان التفاوض والعمل مع الأممالمتحدة أو كان الكفاح المسلح..ولكن استخدام كل خيار مرتبط بالتطورات والمستجدات"، مضيفا بقوله" وبالنسبة لنا فإن مسار المفاوضات هو مسار جديد قد يؤدي إلى احترام المغرب إلى حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره..وإذا فشل مسار المفاوضات سنلجأ لخيار العمل المسلح". وقال السفير الصحراوي معلقا على نتائج مفاوضات مانهاست في جولتها الثانية التي انتهت أول أمس، أن "سلوك المغاربة في العيون وغيرها من المدن المحتلة يختلف عن سلوكهم في مانهاست"، كاشفا أن عدد المعتقلين على يد الشرطة والجيش المغربيين قفز إلى 67 معتقلا في الفترة الممتدة بين الجولتين الأولى والثانية لمفاوضات مانهاست. وبينما انتقد بيسط بقوة تعنت الوفد المفاوض المغربي من خلا إصراره على التمسك بمغربية الصحراء، وصف المتحدث عرض "سلام الشجعان" الذي تقدم به المغرب بأنه " زلة لسان" تعبر عن الفكر الاستعماري الذي يتقاطع مع الإرث الديغولي في سنوات استعمار الجزائر. وسجل المتحدث أنه من السابق لأوانه الحكم على مسار المفاوضات بين الصحراء الغربية والمغرب التي توجد في بدايتها بالإيجاب أو بالسلب، معبرا عن أمله في أن يتحرك " المجتمع الدولي لمنع المغرب من إفشال التوصية 1754 مثلما أفشل باقي المبادرات السابقة لحل النزاع". وراهن السفير الصحراوي على دور أوروبي لإنجاح المفاوضات في طبعتها الثالثة شهر ديسمبر القادم، متحدثا عن مصالح أعمق مع الشركاء الأوروبيين، لكنه نفى ردا على سؤال" الشروق اليومي" ما تردد بشأن ضغوط أمريكية تكون وراء قرار نقل مقر المفاوضات من مانهاست إلى أوروبا، وقال بيسط " أن الأممالمتحدة لديها مقرات في دول عديدة ولها حق اختيار أي مكان تراه صالحا لإجراء المفاوضات..وبالنسبة للأمريكيين فهم لم يقولوا بأنهم مع المبادرة المغربية وإنما وصفوها بالجدية فقط ، كما أن الأمريكيين أشاروا إلى المقترح الصحراوي غير أن المغاربة هم الذين همشوه". وطالب السفير الصحراوي من الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي اتخاذ مواقف أكثر اتزانا اتجاه قضية الصحراء الغربية، مذكرا إياه بأن " المغرب العربي يضم ستة دول وليس خمسة فقط وعليه التفكير بمصلحة بلاده". وفيما يخص تداعيات مفاوضات مانهاست الثانية، استعار شكيب بن موسى رئيس الوفد المغربي المفاوض في مانهاست لغة التباكي، وهو يتحدث عن تضييع الوفد الصحراوي لفرصة المفاوضات الأخيرة، قائلا " لا يمكننا إلا أن نسجل أن موقف الطرف الآخر ظل جامدا ومتشبثا بمخططات ومقترحات تبين عدم قابليتها للتطبيق، وأن تصريحاته للصحافة قبل وأثناء الجولة الثانية تميزت بطابع القذف والاستفزاز"، مضيفا أن حكومة بلاده "تأسف لكون الطرف الآخر لم ينتهز الفرصة التي أتاحتها هذه الجولة من أجل إحراز بعض التقدم في مسار البحث عن حل سياسي لهذا النزاع". ومن جهته كذلك، أشاد المبعوث الأممي المكلف بملف الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم بالجهود التي قامت بها الأممالمتحدة لجمع الطرفين حول طاولة المفاوضات، وكشف فالسوم في بيان نشر عقب انتهاء المفاوضات عما قام به بالقول" بمبادرة منا قام خبراء من الأممالمتحدة بتقديم عروض للطرفين بشأن إشكاليات خاصة متعلقة أساسا بالموارد الطبيعية والإدارة المحلية حيث تم اقتراح تدابير ثقة للنقاش". وفي الوقت الذي اكتفى المبعوث الأممي بهذه العبارات، أوضح السفير الصحراوي أن الوفد المغربي رفض قبول مقترحات الهولندي فالسوم رغم طابعها الإنساني، مما يؤكد سوء نية الطرف المغربي وخوفه من مسار المفاوضات. رمضان بلعمري