أثار لباس عارضات السيارات ضجّة كبيرة، حيث تحول إلى حديث العام والخاص من زوار الصالون الدولي للسيارات في طبعته السادسة عشر، خاصة بعدما طرأ على الجمال المحلي لبعض العارضات عمليات التجميل، مع بعض التعديلات في ملامح الوجه لينافس عارضة الجمال الأوروبي، بفساتين قصيرة "ميني ميكرو" وعدسات بمختلف الألوان، مع لمسحة سحرية لتسريحات الموضة والمكياج المكثف. فتيات جامعيات، عارضات أزياء، وبائعات بمحلات تجارية، أبهرن زوار المعرض الدولي للسيارات بصافاكس في العاصمة، بارتدائهن ألبسة مغرية لاستقطاب الزبائن، بتسريحات ملفتة للانتباه وفساتين وتنانير قصيرة ومثيرة، جعلت أنظار الزبون موجهة إلى للفرجة على العارضات المسمّرات أمام أخر ما أنتج عالم العجلات الأربع، أكثر من فرجتهم على السيارات الفاخرة. . الشقراوات الجميلات خصيصا لسيارات بومليار تواجدنا في المعرض الدولي للسيارات جعلنا نلاحظ أن سفيرات ماركات السيارات التي تجاوز سعرها مليار سنتيم يختلفن عن باقي عارضات سيارت الملايين، اللواتي يتم إختيارهن بمعيار الجمال والأناقة كشرط أولي، ثم يأتي بعده اللطف واللباقة في الحديث مع كثير من الأنوثة، الفضول قادنا للتقرب من "نسرين" صاحبة الثالثة والعشرين ربيعا التي تحولت إلى شقراء بفضل الصبغة، فكشفت الكثير من أسرار المهنة، حين أكدت أن التنورة التي ترتديها جلبت خصيصا من أوروبا بطلب من المدير العام لشركة السيارات التي تشرف عليه كعارضة، مضيفة أن الألبسة التي ترتديها زميلاتها مستوردة. وعن التنانير القصيرة جدا تقول لابد أن تكون التفصيلات مغرية وملتصقة بجسم العارضة لتظهر مفاتنها الجمالية، ومن الضروري على العارضة إرتداء كعب عال بمختلف التشكيلات والألوان ليثير الانتباه، ضف إليه تسريحات الشعر اليومية والمكياج، لتكون في أخر المطاف رفقة زميلاتها سفيرات لمختلف ماركات السيارات المعروضة، وتقتصر مهمتها على رسم إبتسامة دائمة وعريضة على وجهها لجلب الزبون، ولإقناعه بالسيارة المعروضة بلباقة لكسب الود ولفت النظر للسيارة وتوجيهه إلى مصلحة الخدمات التجارية من أجل استكمال إجراءات الشراء. . جامعيات يخلعن الحجاب وينافسن المتبرجات تضاربت أراء وتعليقات الزبائن على لباس عارضات السيارات بين مؤيد ومعارض، فتنورة وفستان العارضة عادة ما تختاره لها الشركة الخاصة بالسيارة، لتجد الفتاة نفسها مجبرة على إرتداء ما تم اختياره لها، المهم عند صاحبة المهنة كسب المال، لكن التنانير القصيرة المغرية شتت أنظار الزبائن لتبقى مقسمة بين العارضة والسيارة، حديثنا مع الأنيقة "ياسمين" جعلنا ندرك أن معظم العارضات طالبات جامعيات تخرجن من الجامعة بشهادة ليسانس وماجستير، وبعضهن لازلن يزاولن الدراسة الجامعية ويتخذن من الإقامات الجامعيات مراقد لهن، ظروفهن القاسية وحاجتهن للمال ومصاريف الجامعة، دفعت ببعضهن إلى نزع الحجاب ليتحولن إلى سفيرات لماركات السيارات، لأن خلع الحجاب شرط أساسي للدخول إلى مسابقة التجريب، ومن ثم قبولهن وهو ماأكدته عارضة أزياء سابقة تحولت إلى مضيفة سيارة، حين سردت حقيقة تحول بعض المحجبات إلى مضيفات سيارات متبرجات. . أجر زهيد وتحمّل مضايقات الزبائن مقابل منصب عمل فور إنتهاء الصالون رغم ذلك يصر زوار الصالون على مغازلة العارضات، إلى درجة اللجوء إلى التقاط صور بالرغم من معاكسات الزبائن التي تصل في بعض الأحيان إلى حد إسماعهن أسوأ العبارات، إلا أن العارضة مجبرة على تحمّل وقاحة بعض الزوار دون الرد عليهم، لأن مهمتها تقتضي ذلك، تقول "فريال" أنه منذ إنطلاق الصالون لم تمر ساعة من الزمن إلا وطرأت على مسامعها عبارات معاكسة، مؤكدة أنها وزميلاتها مضطرات لتحمل بعض السلوكات غير اللائقة للزوار الذين يقومون بتصويرهن دون استئذان أمام السيارات المعروضة. وعن أجرهن تقول إحدى العارضات "الراتب اليومي يختلف من وكيل لأخر حسب جودة ونوعية السيارة، حيث يتراوح بين 1000 إلى 3000 دينار يوميا، هو ثمن بخس فنحن نرتدي كعبا عاليا طوال النهار عملنا متعب للغاية، لكنني قبلت العرض لأني بعد إنتهاء الصالون سأحظى بمنصب عمل دائم لدى الشركة التي أمثلها، حسب الوعود المقدمة لنا في حال نجحنا في استقطاب أكبر عدد من الزبائن وحققنا مبيعات.