دقت العنوسة بولاية بومرداس ناقوس الخطر قبل خمس سنوات، حينما لم تتعد نسبة الزواج آنذاك نسبة 5٪ من فئة الشباب، مسجلة بذلك أدنى نسبة للزواج عرفتها الولاية منذ عدة سنوات قبل أن ترتفع هذه النسبة تدريجيا لتصل إلى وضع معتدل هذه السنة، بحسب مصدر من مكتب الحالة المدنية ببومرداس. فقد ارتفع معدل الزواج بأكثر من 13٪ خلال السنة الجارية لتنخفض، بالمقابل، نسبة العنوسة التي بدأت تعصف بالفتيات اللواتي يدفعن بدورهن ثمن عزوف الشباب عن الزواج. إذ تم، حسب المصدر ذاته، تسجيل 18٪ من عمليات الزواج في وسط الشباب، وهو معدل مقبول مقارنة بما كان مسجلا قبل خمس سنوات، مما يبشر بارتفاع متزايد لمبادرات الزواج التي سجلت فترة انحطاط كبيرة في السنوات الماضية. هذا الارتفاع جاء نتيجة تضافر عدة عوامل وأسباب، أهمها اعتدال قيمة المهر المفروض على الزوج بالولاية مقارنة بما هو معمول به في ولايات أخرى، حيث أصبحت العائلات لا تشترط مهورا عالية بعد اقتناعها بتفشي ظاهرة العزوبة، إضافة إلى اغتنام الشباب لفرصة توفر البيوت الجاهزة التي وزعت في إطار منكوبي زلزال 2003 واستغلالها في الزواج في انتظار الحصول على السكنات العائلية التي يشترط فيها على المستفيد عقد الزواج، حيث استقبلت البيوت الجاهزة أكثر من 620 عائلة حديثة الزواج. غير أن السبب الرئيسي يكمن في تغير ذهنية الشباب تجاه الزواج، بعدما كان يمثل هاجسا لمسؤوليات فوق الطاقة، خصوصا بالنسبة للجيل الجديد الذين لا يتجاوز سنهم 25 سنة، حيث سجلوا نسبة 30٪ من معدل الزواج الكلي بالولاية. مما يدل على أن إقبال الشباب على الزواج بدأ يعود لوضعه الطبيعي، رغم أن المستوى الاجتماعي مازال في وضع متدنّ، ليبقى هذا الأخير يمثل أحد أهم الأسباب التي تؤجج العزوبة لدى الشباب الذين يصطدمون بأوضاع اجتماعية مزرية تمنعهم من الارتباط وتكوين أسرة. كما عرفت ولاية بومرداس تطورا في المبادرات الخيرية للزواج الجماعي الذي تتبناه جمعيات محلية، حيث استفاد منها عشرات الشباب المعوزين، الذين استحسنوا المبادرة أمام قلة إمكانيات هذه الجمعيات التي تحاول تعميم نشاطاتها والتكثيف من مبادراتها للمساهمة في رفع معدل الزواج ومساعدة المعوزين الذين يرغبون في إتمام نصف دينهم. شفيق. إ