أكدت الرئاسة المصرية، أمس الأربعاء، التزامها احترام حرية التعبير، ونفت وقوفها وراء الإجراءات القضائية ضد باسم يوسف، مقدم برنامج تلفزيوني ساخر ينتقد السلطة، باقي الإجراءات في حق الصحفيين، بعد ما عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من التطورات في مصر. وقال بيان الرئاسة إن "الرئاسة لم تتقدم بأي شكوى ضد باسم يوسف"، مؤكدا أن الملاحقات أطلقت بطلب من "مواطنين". وأضاف أن "مصر بعد الثورة أصبحت دولة قانون بقانون مستقل، لذلك، استدعاء النيابة لأي مواطن أيا كانت صفته أو شهرته أمر يعود إلى النائب العام، الذي يتحرك بشكل مستقل عن الرئاسة". من جهته، اتهم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، واشنطن بالتدخل السافر في شؤون مصر، وقال في بيان إن الحكومة ملتزمة بحرية التعبير، وإن تصريحات المتحدثة الأمريكية هي من قبيل "التدخل السافر في الشأن الداخلي المصري ". ويأتي رد الرئاسة المصرية، تعقيبا على تنديد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، الاثنين، بتكثيف القيود على حرية التعبير في مصر في ضوء ملاحقة الإعلامي الساخر باسم يوسف بتهمة الإساءة الى الإسلام وإلى الرئيس المصري محمد مرسي، كما قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس، "نأمل ان يكون الوقت مازال متاحا لتغيير المسار. ولكن الاعتقالات الأخيرة وأعمال العنف في الشوارع وواقع أن المعارضة ليست مشمولة (بالعملية السياسية)، كل هذا يشكل مبعث قلق". هذا، وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وجهت إنذارا إلى قناة "سي.بي.سي" بإلغاء ترخيصها، لأن البرنامج الذي يقدمه باسم يوسف أخل بضوابط العمل داخل المنطقة الإعلامية الحرة التي تعمل بها القناة وقنوات أخرى عديدة. وقام باسم يوسف، الذي اشتهر ببرنامج ساخر قدمه عبر الإنترنت بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011، بتسليم نفسه يوم الأحد بعد ما أصدر النائب العام أمرا بضبطه، حيث اتهمته النيابة بازدراء الإسلام وتقويض مكانة الرئيس، ثم أخلت النيانة سبيله بكفالة. وفي سياق متصل، وبينما اعتبر قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، "ثورة مصر لعبة أمريكية"، مبينا أن ما حدث كان عبارة عن صفقة لصالح أمن إسرائيل بعد فشل جميع الأطراف في وقف صواريخ غزة على إسرائيل، قال سفير إسرائيل السابق لدى القاهرة، نسبفى مزئيل، إن خطر الحرب الأهلية يبدو أنه حقيقى فى مصر وسط الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بينما مرسى والإخوان المسلمون يزدادون عمى وليسوا مستعدين لترك الجائزة الذهبية التى نالوها بعد قرابة قرن من الزمان، فى إشارة إلى السلطة. وأضاف مازئيل، فى مقاله بصحيفة "جيروزاليم بوست"، أنه بالنسبة للإخوان المسلمين، فإن الحلم الذى طال انتظاره تحول إلى كابوس، فبعد 80 عاما من سعيهم للسلطة وجدوا أنفسهم فجأة محور كراهية شعبية واسعة، فلم يمر المصريون بمثل هذه الظروف الاقتصادية العصيبة من قبل. وقال مازئيل محذرا، أنه بالنظر إلى هذا الوضع، جنبا إلى جنب مع عمى الإخوان الذين ليسوا مستعدين تماما للتنازل عن السلطة، فإن الصراع مستمر بين النظام والمعارضة، بينما الرمال المتحركة تهدد بإغراقهما جميعا. . أشهر مذيع مصري متهم بازدراء الدين وشتم الرئيس مرسي باسم يوسف.. طبيب جراح تحول إلى "جون ستيوارت مصر" باسم يوسف الطبيب، جراح مصري تحول إلى أشهر مذيع إعلامي في مصر بفضل برنامجه السياسي الساخر على قناة "سي بي سي"، "البرنامج" يحاكي البرنامج الأمريكي "العرض اليومي" يقدمه الإعلامي جون ستيوارت، الذي كان قد استقبل باسم يوسف كضيف بعد أن ذاع صيت البرنامج في مصر وخارجها، وأصبحت حلقاته بمثابة قنابل موقوتة ينتظرها المشاهد ويرتعد منها السياسيون على اختلاف مشاربهم. باسم يوسف تخرج في كلية الطب عام 1998، تحصل على دكتوراه جراحة القلب والصدر من جامعة القاهرة، يعمل حاليا عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة القاهرة، سافر للعمل بأمريكا وأوروبا لمدة سنتين ونصف في إحدى شركات الأجهزة الطبية التي تطور تكنولوجيا زراعة القلب والرئة، ثم عاد إلى مصر للحصول على الدكتوراه، ثم سافر إلى ألمانيا للتدريب على جراحات زراعة القلب والأجهزة المعاونة لعضلة القلب. حصل على رخصة مزاولة المهنة بالولاياتالمتحدة 2005 وزمالة كلية الجراحين البريطانية عام 2006. في مارس 2011، قام باسم يوسف بتحميل حلقات برنامجه "باسم يوسف شو B+" على موقع اليوتيوب، أصبح البرنامج صوتا مسموعا لملايين المصريين الغاضبين من نفاق وسائل الإعلام التقليدية في تغطيتها للثورة المصرية. وقد استغل باسم الوسائل الإعلامية الاجتماعية ليظهر موهبته مستخدما في سبيل ذلك مجرد طاولة وكرسي وكاميرا واحدة ولوحة جدارية تضم صورا التقطها الهواة من ميدان التحرير. أمام هذه الشهرة، عرضت قناة "أون تي في" المصرية على يوسف صفقة لإنتاج برنامج سياسي ساخر اسمه "البرنامج"، وخصصت له ميزانية تبلغ نصف مليون دولار تقريبا، ما جعل يوسف هو الشخص الأول في الشرق الأوسط الذي يتحول برنامجه من الإنترنت إلى شاشة التليفزيون. 700 ألف متابع و2 مليون معجب وميزانية نصف مليون دولار كان العرض الأول للبرنامج في رمضان 2011، ولايزال "البرنامج" يحظى بشهرة واسعة في مصر وفي جميع أنحاء العالم من خلال ظهوره على شاشات قنوات "سي إن إن" و"بي بي سي" و"الجزيرة"، وعلى صفحات صحيفة "الجارديان"، ومجلة "بلومبرج بيزنس ويك"، وذلك من بين العديد من الوسائل الإعلامية. وفي جوان 2012، دعا جون ستيوارت يوسف ليحل ضيفا على برنامج "ذا ديلي شو" لإجراء مقابلة مطولة معه. وفي البرنامج علق ستيوارت متحدثا لباسم يوسف قائلاً "أنا أعرف القليل عن أعمال الفكاهة، ولكن برنامجك مميز، وأنت مبدع فيه، إنه برنامج ذكي تم تنفيذه جيدا". كانت الفقرة التي قام فيها جون ستيوارت باستضافة باسم هي واحدة من أكثر الفقرات التي حصلت على أعلى مشاهدات على موقع جون ستيوارت. باسم يوسف يواجه اليوم تهمة ازدراء الإسلام وإهانة الرئيس مرسي، وهددت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة المصرية بإلغاء ترخيص قناة "بي بي سي" التي تبث برنامج الإعلامي الساخر. وتدخلت منظمات حقوقية أمريكية في قضيته حتى أثارت الرئاسة المصرية، التي استنكرت التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية لمصر وكذبت تضييقها على حرية التعبير. باسم له أكثر من 700 ألف متابع على صفحته على "تويتر"، إضافة إلى أكثر من 2 مليون معجب على صفحته على "فيس بوك"، وقد حصل كل من البرنامجين مجتمعين على أكثر من 120 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب فقط.