قلل وزير خارجية الجزائر ،مراد مدلسي من أهمية المؤتمر الدولي حول السلام في الشرق الأوسط والذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش كمحاولة ربما أخيرة لإنقاذ نفسه من الفشل قبل رحيله المرتقب من البيت الأبيض العام القادم . وقال مدلسي الذي ترأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد الأربعاء في القاهرة أن "مبادرة الرئيس الأمريكي بوش بشأن عقد اجتماع دولي حول السلام في الشرق الأوسط في الخريف القادم لا تعكس تماما في أطروحاتها وأهدافها حسب المعطيات المتوفرة لدينا ما نتوخاه" . ويندرج موقف الجزائر من المؤتمر في إطار الموقف العام لجامعة الدول العربية التي ترحب بالمؤتمر ولكنها في نفس الوقت تخشى من أن تحوله واشنطن وحليفتها إسرائيل إلى مجرد تظاهرة سياسية فارغة من المضمون .. وقد حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية ،عمرو موسى في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي من هذا الأمر بقوله أن هناك "اتجاه إلى تفريغ الاجتماع الدولي من مضمونه وخفض سقف التوقعات منه" ، مؤكدا أن هناك "مؤشرات على ذلك في الطروحات الإسرائيلية" .. ودعا موسى إلى أن تتصدى الدول العربية "بكل صراحة وقوة" لهذا الاتجاه "تجنبا لتدهور أخر في الوضع الإقليمي". و كان موسى يوجه كلامه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الذي أعرب في تصريحات للصحافيين هذا الأسبوع عن تشكيكه في إمكانية التوصل إلى اتفاق إطار حول قضايا الوضع النهائي مع الفلسطينيين قبل المؤتمر الدولي .. غير أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد في خطابه أن " هناك فائدة محققة من عقد هذا المؤتمر إذا تجنبنا بكل وضوح وعملنا بكل يقظة على أن يكون مجرد تظاهرة سياسية بلا مضمون أو جدوى".. ومن جهة أخرى ، شدد موسى إلى ضرورة مشاركة كافة الأطراف العربية في هذا الاجتماع المقرر عقده في نوفمبر المقبل ، في إشارة إلى سوريا التي تستبعد واشنطن حتى الآن دعوتها إلى هذا المؤتمر. وعن الهدف الذي تحدده منظمته من المؤتمر ،حددها موسى في : "استئناف عملية المفاوضات والتصدي للقضايا الجوهرية ووضع إطار زمني لبدء المفاوضات وإنهائها وإعطاء دور لمتابعتها للرباعية الدولية ومجلس الأمن" .. ويتزامن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب مع تحركات يقوم بها بعض القادة العرب من أجل التحضير المؤتمر ، حيث بحث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأربعاء ترتيبات الاجتماع المرتقب مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد وولش.وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للصحافيين عقب اللقاء في مقر الرئاسة في مدينة رام الله أن "المباحثات تركزت على مجموعة من المسائل ،موضحا "أن هذا المضمون يجب أن يحدد بجدول زمني وآليات تنفيذ وفرق رقابة".وأوضح عريقات أن عباس "أكد على ضرورة حضور كافة الأطراف خاصة العربية ذات العلاقة لان القضية الفلسطينية لديها نقطة ارتكاز هي المبادرة العربية". ومن جهته اجتمع الرئيس المصرى حسنى مبارك الثلاثاء مع موفد اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط تونى بلير وحذر من "انعكاسات سلبية فى المنطقة كلها فى حالة فشل مؤتمر بوش ..ويذكر أن موقف الوزراء العرب سيكون أساس المناقشات التي سيجريها وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية مع اللجنة الرباعية الدولية في 23/سبتمبر الحالي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ل //ل