تخلى الجزائري البسيط عن اقتناء منتوجه الأساسي ،البطاطا، بسبب ارتفاع سعرها الذي بات يوصف بالسعر "الذهبي" بداية من موسم الصيف و أيام قبل شهر الصيام. وذلك بعد أن كانت العنصر الأساسي في وجبة الفقراء وسيدة المائدة حتى في بيوت الأغنياء، إلا أن غلائها الفاحش أوحى للكثيرين بنكت وطرائف تطفئ ولو القليل من غضبهم وسخطهم، بعد أن استبدلت البطاطا المحلية بشبه البطاطا الكندية. غدا التنكيت وصياغة الطرائف وسيلة للكثير من الجزائريين للتنفيس والتعبير عن همومهم اليومية، فكل أزمة تمر بها البلاد أو أي مشكل اجتماعي يولد مجموعة من النوادر والأمثال تؤرخ لحقب زمنية عادة ماتعكس معاناة، فعندما عايشت الجزائر ندرة في المياه الصالحة للشرب علق الجزائريون ب "العالم بالانترنيت والجزائر بالسيترنيت" . وما إن غلا سعر البطاطا حتى انتشرت نكت انطلقت من الأسواق (معقل البطاطا). فعمي محمد ما وجد إلا أن يمازح بائع البطاطا بسوق علي ملاح" حتى البطاطا وعلا شانها" أما السيد زكريا فخاطبه ب"عندك فليكسي بطاطا" كناية منه على غلائها، حتى أنها أصبحت كبطاقات التعبئة التي تستعمل فيها خدمة "فليكسي'" لمساعدة الزبون على تعبئة رصيده. ومن الطرائف التي سجلها بائعو البطاطا بسوق "بلكور" في قلب العاصمة، حادثة الشيخ الذي استعجب من غلاء سعر البطاطا فصورها مع قطعة لحم وعلقها كتذكار بمحله بعد أن أصبح سعر البطاطا من سعر اللحم.. في حين شبه كهل بسوق براقي سعر البطاطا بسعرالداوء قائلا" لقد أصبحت البطاطا تشترى بوصفة دواء..كمية محدودة حسب مايصفه الطبيب". وفي السياق نفسه، فإن غلاء منتوج البطاطا مع انخفاض فاكهة الموز جعل الجزائريين يعزفون عن شراء البطاطا ويستبدلونها بالموز حتى أن رب أسرة خرج للتسوق قصد شراء البطاطا لتحضير العشاء إلا أنه ودون أن يشعر عاد بكيلوغرام من الموز عوض البطاطا باتباعه لمنطق الأقل سعرا..وهو حال الكثير من النساء اللاتي فضلن استبدال طبق "البطاطا المقلية" بطبق "الموز المحلى" وعلى حد تعبير السيدة ز:" طبق الموز يحتوي على سعرات حرارية أكثر من البطاطا، هذا فضلا عن مذاقه الطيب..كما أنه يخفف على السيدات عناء تقشير وتحضير البطاطا المقلية" وآخر النكت المتداولة بين أوساط الشباب حول البطاطا هوإقتحام أحد اللصوص المقنعين لسوق شعبي وتهديد بائع البطاطا بإفراغ حصالة النقود على طريقة سطو العصابات على البنوك.. فهل تساوت خزينة بائع البطاطا مع خزينة البنك؟ زين العابدين جبارة /إلهام بوثلجي