انقسم المحللون السياسيون في العالم بين متفائل بإيران ما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الجمعة، وبين متشائم يعتبر الانتخابات مجرد إجراء شكلي، ما دام خامنئي هو من يسير السياسة الخارجية لإيران، ويسهر على التوازنات الداخلية، وما دام كل المرشحين مروا بعد تزكية النظام. وانطلاقا من هذه الحقيقة السياسية، فإن سياسة طهران وعلاقتها بدمشق ودعمها لنظام بشار الأسد ستبقى على حالها وملفات أخرى كثيرة، على رأسها الملف النووي وعلاقة طهران بالولايات المتحدة والخليج وتفاعلها مع تهديدات الكيان الصهيوني المستمرة. كما أن السياسة الخارجية لطهران من مهمة المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، وعليه يعتبر المحللون وصول أي رئيس من المرشحين إلى سدة الحكم مجرد واجهة لا أكثر. ويعللون ذلك بامتناع المرشحين على اختلاف مشاربهم السياسية. وتأتي خطوة الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، بالمراهنة على المعتدل حسن روحاني، والطلب من محمد رضا عارف الانسحاب لتعزيز فرضية احتفاظ إيران بنفس الصورة، حيث خاطب خاتمي الإيرانيين: "أدعو الجميع، وخصوصا الإصلاحيين، وكل الذين يريدون عظمة أمتنا إلى المشاركة في الانتخابات والتصويت للسيد روحاني". وعليه، فإن دور آية الله خامنئي في صناعة رؤساء إيران يبقى مهما ومسيطرا على كواليس الانتخابات الرئاسية وسياسة طهران الداخلية والخارجية، خاصة وأن معظم المرشحين الستة في الانتخابات من المحافظين المقربين للمرشد الأعلى للثورة. وأنهى الكاتب والسفير السوري السابق في طهران، الدكتور تركي صقر، التخوفات من تغيير إيران لسياستها مع دمشق عندما أكد أمس ل "بي بي سي"، أن العلاقات السورية الإيرانية راسخة واستراتيجية، مدللا على ذلك بأن سبعة انتخابات رئاسية إيرانية جرت خلال العقود الماضية ولم تتراجع فيها العلاقات بين البلدين. وأشار صقر إلى أن دمشق لا تشعر بالقلق على العلاقات مع طهران كون السياسة الخارجية الإيرانية توضع من قبل المرشد علي خامنئي، وخاصة تجاه سوريا.