بعد سنوات من الإهمال تم مؤخّرا بسوريا انجاز أكثر من 80 بالمئة من أعمال ترميم وإعادة تأهيل قصر الأمير عبد القادر الجزائري في منطقة دمر،حيث من المقرر افتتاحه في الربيع القادم ليكون مركزا للتنمية المحلية المستدامة لترسيخ مفهوم تحديث الإدارة البلدية في سورية ،بتمويل من الاتّحاد الأوروبي على شكل منحة تقدّر ب 8 لآلاف يورو. و قصر الأمير عبد القادر ليس مجرّد تذكار مكاني بقدر ما هو ذاكرة تاريخية تحكي ملحمة بطولية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الّذي ترك بصمته ليس في التاريخ الجزائري فحسب،بل في التاريخ العربي الإسلامي و حتّى العالمي ، فعند رحيله مع جالية كبير من عائلته وأعوانه ومريديه الى سوريا أسس الفقراء منهم ما سمي برباط المغاربة في حي السويقة بدمشق وهو حي مازال موجوداً إلي اليوم علي طريق ما كان يسمي (محلة الميدان) أما هو فسرعان ما أخذ مكانته بين علماء ووجهاء الشام وقام بالتدريس في الجامع الأموي، الذي كان أكبر مدرسة دينية في دمشق في القرن التاسع عشر... كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية وفي المدرسة الحقيقية. و قام بدور مشرّف عندما احتدمت الفتنة بين النصارى والدروز سنة 1276/1860 فأسعف المنكوبين، وآوى المهجّرين، واستطاع بحسن تدبيره، حماية المسيحيين وإنقاذهم ،كما توجّه سنة 1281 إلى الآستانة لزيارة السلطان عبد العزيز، فاجتمع به وأهداه الوسام العثماني الأول ثم توجّه إلى باريس ولقي نابليون الثالث. الجدير بالذكر أنّ قصر الأمير عبد القادر مساحته تبلغ نحو (1832) متراً مربعاً، وفق القيود العقارية، وهو مؤلف من طابقين تعلوهما غرفة (طيارة) علي السطح ومساحة الطابق الواحد نحو (325) متراً مربعاً وبارتفاع (5) أمتار تقريباً وله مدخلان رئيسي من الجهة الغربية ومدخل آخر من الجهة الشرقية. ويتصل الطابق الأرضي بالطابق الأول بدرج داخلي بشاحط واحد مكسي بالرخام في الأسفل، يتفرع منه شاحطان بالأعلى نحو اليمين واليسار مكسيان بالخشب. أما جدران القصر فهي مبنية من الآجر والحجر، وهو يمتاز بالفخامة من حيث التصميم، ومن حيث الطراز المعماري فضلا عن إطلالته الجميلة بالإضافة لإحاطته بحديقة واسعة من كافة جوانبه. أمال عزيرية/لوكالات