ذكر شهود عيان أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد تأثر كثيرا بوقع الانفجار الذي استهدف موظفي الأممالمتحدة بحيدرة في 11 ديسمبر الماضي، حيث لم يُخف دموعه التي انهالت على خديه وهو يقرأ خطابه أمام عائلات الضحايا في جنان الميثاق، كما أكد المسؤول الأممي أنه لا يزال تحت وقع الصدمة حتى وهو يغادر الجزائر إلى نيويورك، المقر الرسمي للمنظمة الأممية. واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن المسؤول الأممي قابل عائلات الضحايا في جنان الميثاق دون حضور أي مسؤول جزائري، وقدم إعانات مالية للعائلات المتضررة بفقدان ذويها وكذا رسالة مواساة، علما أن مصادرنا أكدت أن المبلغ المالي الممنوح في حدود 8 آلاف دولار، بما يُجاوز 56 ألف دينار، قبل استكمال الإجراءات اللازمة وتعويض العائلات عبر صناديق التأمين المخصصة لهذا الغرض. كما أن الأمين العام الأممي أمر بالتكفل التام بجرحى الاعتداء على مقر المنظمة، حيث تم نقلهم في طائرة خاصة للعلاج بفرنسا. وبحسب بعض عائلات الضحايا، فإن منظمة الأممالمتحدة حرصت على إبداء دعمها ومساندتها المطلقة لهم، وذلك عبر مختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي، وزيارات المسؤولين الأمميين إلى بيوتهم، وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون ومسؤول برنامج التنمية والمبعوث الشخصي لكي مون، كمال درفيس، وكذا مسؤول برنامج التنمية في الجزائر مارك دو بارنيس، في حين اشتكت العائلات من غياب المسؤولين الجزائريين، وهو ما خلق حالات امتعاض وسخط في صفوفهم. وفي سياق مواز، طالبت نقابة الموظفين بالأممالمتحدة بإجراء تحقيق مستقل في تفجير حيدرة، حيث قال رئيس لجنة الأمن بالنقابة غاي كاندوسو إن مقتل 17 من موظفي الأممالمتحدة يستدعي تحقيقا وافيا "يتعين أن يكون مستقلا وليس داخليا". مصطفى فرحات