تنقل بعض أبناء عنابة في المدة الأخيرة إلى تونس للإنضمام إلى "حراڤة" البلد الشقيق خاصة أنهم يمتلكون خبرة واسعة في هذا المجال، وهو ما جعل شباب عنابة المهووس ب"الحرڤة" يبحث عن طرق أسهل وأقصر وأكثر ضمانا، ولكن مصير هؤلاء يصبح أكثر تعقيدا مقارنة مع "الحراڤ" الذي انطلق من الجزائر.. إذ مازال مصير 29 "حراڤا" من أبناء عنابة مجهولا والمؤكد أن بعضهم لقي حتفه كما جاء في صحيفة الصباح التونسية التي أشارت إلى تعرض 42 "حراڤا" من بينهم "حراڤ" جزائري يدعى (عيسى) وهو من عنابة إذ بمجرد وصول سفن "الحراڤة" إلى الجزر اليونانية الصغيرة حتى قام بحارون من اليونان بتقييد أيادي وأرجل "الحراڤة" ورموهم في البحر فهلك عشرة منهم من التونسيين كما هلك "حراڤ" جزائري مازالت جثته لحد الآن في تركيا بعد أن نجا من الهلاك 31 "حراڤا" كلهم من جنسية تونسية.. وتطرح مشكلة "الحراڤة" كون الجمعيات الإنسانية وحتى التحركات الديبلوماسية مركزة على دول الساحل الجنوبي الأوربي الكبرى مثل إيطاليا وإسبانيا وحتى فرنسا بينما توجد تجاوزات كبرى في اليونان، حيث يفضل حراس شواطئ هذا البلد التعامل بعنف مع "الحراڤة" وطردهم مباشرة أو استعمال القوة في رميهم في أي مكان على أن يدخلوا بلد الإغريق وهو ما يحدث عادة للتونسيين في اليونان. رغم أن كثيرا من التونسيين وحتى الجزائريين وصلوا أوروبا عبر اليونان البعيدة كثيرا عن شواطئ الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، وكان السيد بلعابد كمال رئيس جمعية المفقودين بعنابة قد أشار إلى وقوع عشرات من "الحراڤة" رهائن لدى بواخر القراصنة وتجار الكوكايين والذين يستعملونهم في عمليات الإجرام ثم يتخلصون منهم برميهم أحياء في أعماق البحر. ب. عيسى