تحولت، أمس، جلسة التنصيب للجنة تحضير المؤتمر الرابع لحركة "حمس" إلى سجال سياسي بين رئيس الحزب أبوجرة سلطاني الذي رافع لسهولة مهمة اللجنة رغم ضيق الوقت، فيما ظهر رئيس اللجنة النائب السابق نصر الدين سالم شريف في ثوب الناطق الرسمي باسم المعارضين عندما ألح في كلمته على ضرورة أن يكون المؤتمر فرصة المناضلين لتجديد سياسات الحركة. ظهر جليا من خلال كلمتي أبوجرة سلطاني ورئيس لجنة تحضير المؤتمر حجم الخلاف القائم بين تيارين داخل حركة حمس والذي طفا على السطح خلال الدورة الأخيرة لمجلس الشورى، حيث تم إسقاط جميع الأسماء التي اقترحها سلطاني لعضوية اللجنة، وحاول خليفة الراحل نحناح في كلمة افتتاح الجلسة طمأنة أعضائها وكذا قيادات الحزب حول سهولة المهمة، بحكم التجربة التي تم اكتسابها من المؤتمرات السابقة وان "وثائق الحركة وسياساتها موجودة" وهو ما فهم على انه تبرير لقرار تقديم تاريخ المؤتمر إلى نهاية مارس القادم، وكذا استبعاد فتح نقاش على مستوى القواعد حول سياسات الحزب، كما أعلن ابوجرة عن اقتراح دورة استثنائية للمجلس الشوري يومي 7 و8 فيفري لتسليم وثائق المؤتمر. أما رئيس لجنة تحضير المؤتمر نصر الدين سالم شريف الذي شغل سابقا منصب مسؤول التنظيم في الحركة فقد قدم خطابا معارضا تماما لتوجيهات سلطاني بشكل أظهر جليا ما تم تناوله عقب الدورة الأخيرة لمجلس الشورى بشأن سيطرة معارضي رئيس الحركة على لجنة التحضير، ورافع سالم شريف في كلمته على أن مؤتمر الحركة لن يكون سوى محطة لتجديد سياساتها وتقييم أدائها خلال العهدة الحالية، وركز نفس المتحدث كلمته أمام أنظار رئيسي الحركة والمجلس الشوري وأعضاء المكتب الوطني على أن المؤتمر بالنسبة لحزبه لابد أن يكون الفرصة التي يقول من خلالها المناضلون كلمتهم في سياسات الحركة بشكل يجعلها صاحبة قرار سياسي مستقل تؤثر من خلاله في سياسات الدولة، وأن لا تدخل إلى الحزب ثقافة الجهاز في التسيير مشيرا إلى أن هذه الأمور تجعل من التحضير الواسع للمؤتمر قضية أساسية بشكل يخرج الحركة في ثوب جديد لايمس فقط الجوهر لأن المؤتمر كما قال ليس لتغيير الوجوه وإنما لتغيير السياسات، ما يعني أن الكلام كان فيه نقد مباشر لقرار رئيس الحركة تقديم تاريخ المؤتمر في الوقت الذي أكدت مصادر من داخل اللجنة أن تأجيل المؤتمر سيكون تحصيل حاصل لهذا البرنامج الذي وضعته اللجنة، حيث أن إعداد الوثائق وحده سيستغرق أكثر من شهر كامل فضلا عن المؤتمرات البلدية ال800 وكذا الولائية، وهو ما يعني حسب ذات الجهات أن المؤتمر الرابع لحمس لن يعقد قبل شهر ماي القادم. عبد الرزاق بوالقمح