صوت مجلس العموم البريطاني وبأغلبية كبيرة الجمعة، على مشاركة بريطانيا في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، بعد جلسة طارئة استمرت عدة ساعات، وشهدت مناقشات مطولة. وصوت 524 عضواً لصالح القرار، الذي تقدم به رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، والذي يتضمن مشاركة سلاح الجو الملكي البريطاني في الغارات الجوية على مواقع "داعش" في العراق، مقابل معارضة 43 عضواً. وكان كاميرون قد قال أمام الجلسة، إن تنظيم "داعش"، الذي وصفه ب"منظمة وحشية إرهابية"، يشكل خطراً مباشراً على الشعب البريطاني، مشيراً إلى قيام مسلحيه بقتل أحد الرهائن البريطانيين، والتهديد بقتل اثنين آخرين. وفي إطار محاولته إقناع أعضاء مجلس العموم للتصويت لصالح التدخل عسكرياً في العراق، أشار رئيس الحكومة البريطانية إلى أن تنظيم "داعش" يشكل تهديداً للدول الأوروبية. وأضاف في هذا الصدد أنه بالإضافة إلى أن التنظيم المتشدد حرض، في وقت سابق من العام الجاري، على مهاجمة متحف يهودي في بروكسل، فقد أحبطت وكالات الأمن الأوروبية ست محاولات تخريبية أخرى، بحسب قوله. وأكد كاميرون أن على بريطانيا أن تنضم إلى التحالف في محاربة "داعش"، وأن العمل قد يستغرق أعواماً وليس شهوراً، وأصر كاميرون على قانونية شن الغارات على "داعش"، كون الحكومة العراقية طلبت المساعدة الدولية في مواجهة التنظيم المتطرف، الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا. وقد عارض بعض النواب دعم الغارات في العراق، بسبب شكوك حول فاعليتها، أو عدم رضاهم عن تدخل بريطانيا سابقاً في العراق، بينما يلقى القرار دعماً من جانب تحالف حزب المحافظين الحاكم، والديمقراطيين الاحرار، وكذلك حزب العمال المعارض. وقال إدوارد مليباند، زعيم حزب العمال البريطاني، إن المسلمين متفقون على ارتكاب "داعش" لجرائم ضد الانسانية"، وذلك خلال مداخلته في المناقشات التي جرت في مجلس النواب.