أرسلت المجموعة الاستثمارية الأمريكية الضخمة "كارليل"، فريقا من خبرائها مؤخرا إلى الجزائر، في مهمة استكشافية للإطلاع على مناخ الاستثمار في الجزائر، وعقد الفريق لقاءات مع ممثلي الشركات الأجنبية العاملة في الجزائر ومستثمرين خواص للاستفسار حول شروط الاستثمار في الجزائر، خاصة ما تعلق بشراء أصول بعض المؤسسات المعروضة للبيع أو أخذ مساهمات في شركات عمومية وخاصة. وترجع أهمية صندوق كارليل الاستثماري الضخم، إلى التواجد الكثيف لشخصيات الظل في الإدارة الأمريكية وموظفين كبار في جهاز الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع ورؤساء دول وحكومات سابقين من بين المساهمين فيه. وتضم المجموعة في عضويتها عديدا من الأسماء المرموقة وفي مقدمتهم، جورج بوش الأب، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، وابنه الرئيس الحالي جورج بوش، وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جيمس بيكر، جون مايجور رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، والرئيس المدير العام الأسبق لمجموعة بومبارديي لصناعة الطائرات، فرانك كارلوتشي المدير المساعد الأسبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، ليو هونغ رو، الرئيس الأسبق لجهاز مراقبة عمليات البورصة في الصين، هنري مارتر، الرئيس المدير الأسبق لمجموعة مارتا ايروسباسيال، فيدال راموس، رئيس الفلبين الأسبق، تاكسين شيناوارا رئيس الحكومة التايلاندي الأسبق، وأيضا صندوق التقاعد التابع لمجموعة جنرال موتور. وقال بيان للمجموعة نشر في 30 جانفي الماضي، إن الصندوق يسعى من وراء دخوله إلى السوق الجزائرية لجعل هذه الأخيرة مرتكزا لتوسيع نشاطاته إلى مختلف الدول المغاربية، على أساس أن الفرص الاستثمارية التي تتوفر عليها الجزائر هامة جدا وغير مسبوقة بفضل الوفرة المالية التي تتمتع بها الجزائر التي أطلقت برامج إستثمارية بقيمة تفوق 140 مليار دولار تمتد لسنوات طويلة. وحاول صندوق كارليل الاستثماري في السابق، الدخول إلى أسواق شمال إفريقيا من خلال شرائه للمجموعة الاستثمارية الليبية "التمويل"، غير أن فشل العملية جعلته يولّي وجهه قبل السوق الجزائرية التي تتوفر على فرص أهم وخاصة في القطاعات التي تعتبر حقول تدخله الأساسية ومنها قطاع الاتصالات والطيران والدفاع والإعلام. وأعلنت المجموعة في بيانها، عن تعيين الخبير الاستشاري المصري حسن الخطيب مديرا إداريا لأعمالها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، حيث سيشرف على تقديم استشارات بشأن الاستثمارات في مصر والجزائر والمغرب وليبيا وتونس. وسيقدم المكتب خبرات في مجال الطاقة والخدمات المالية والرعاية الصحية والصناعة والبنى التحتية والتكنولوجيا والنقل، وستشمل الخدمات المقدمة من مجموعة كارليل، مجالات الاستدانة وتنمية رأس المال وأخذ مساهمات كلية أو جزئية في الشركات الخاصة أو العمومية المعروضة للخوصصة. وانضم الخطيب إلى مجموعة كارليل من موقعه كشريك إداري في المجموعة المالية هيرميس للأسهم الخاصة أحد البنوك الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط، العاملة في مصر، والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ولبنان في الوقت الحالي.. وتأسست مجموعة كارليل سنة 1987 في شكل صندوق استثماري برأس مال 5 ملايين دولار، ومقرها واشنطن دي سي، وتعمل في كثير من المجالات منها قطاع الطيران والدفاع وصناعة السيارات والنقل والطاقة والاتصالات والإعلام، وتتركز استثماراتها في أمريكا الشمالية وأوروبا وجنوب شرق آسيا، وتبلغ الأموال الخاصة للمجموعة 75.6 مليار دولار، وتتوفر على 515 مختص في تسيير العمليات الاستثمارية في 21 دولة حول العالم، ويبلغ مجموع العاملين في الشركات التابعة لها حول العالم 286000 موظف. وسبق لمؤسسيها وعلى رأسهم دافيد روبينشتاين الذي شغل منصب مستشار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وفي جانفي 1989 التحق بالصندوق فرانك كارلوتشي، نائب المدير العام الأسبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، والذي عمل أيضا مستشارا للأمن الوطني، ثم كاتبا للدفاع في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان. ويعد زعيم مجموعة كارليل Carlyle Group، من الشخصيات الأمريكية المؤثرة جدا والفعالة على صعيد السياسة الأمريكية الخارجية، والدفاع الأمريكي. فمن كينشاسا إلى تنزانيا مرورا بالبرازيل والبرتغال، شارك هذا الرجل في كثير من الانقلابات، وهو يشكل الند المنافس لرامسفيلد، الذي درس معه وواصل مشواره معه إلى عتبات جهاز المخابرات الأمريكية، مجلس الأمن القومي، البنتاغون وكثير من القضايا والملفات، وهو زميل "دونالد رامسفيلد"، بالجامعة، حيث تقاسما نفس الغرفة. وبسبب عقود التسلح المرتبطة ب "حرب النجوم"، استدعى كارلوتشي من قبل ال "كارليل جروب"، كون المجموعة هي الواجهة الاقتصادية لعقد الصفقات السرية لمجموعة من شخصيات الظل في الإدارة الأمريكية، وتقف خلف المجموعة شركة تسيير الوثائق، التي جمعت مجموعة هائلة من الشخصيات السياسية التي تداولت على مقاليد الحكم والمناصب العليا الحساسة، وهي تدير اليوم، عمليات تفوق 75.6 مليار دولار وتستثمرها في ميدان الصحافة والتسلح والاتصالات. عبد الوهاب بوكروح