قالت مصادر أمنية ل"الشروق"، أن تفكيك أجهزة الأمن ل"الخلية الانتحارية" المسؤولة عن اعتداء بوشاوي والعمليتين الانتحاريتين بحيدرة وبن عكنون، قد توصل المحققين إلى تفكيك الخلية المكلفة باستثمارات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". على خلفية أن المقاولين الذين تم توقيفهم كانوا في الواقع حسب التحقيقات الأولية، يقومون بدور مزدوج يتمثل في دعم "القاعدة" واستثمار أموالها من "الغنائم". وكانت التحقيقات التي باشرتها أجهزة الأمن مباشرة بعد التفجيرين الانتحاريين في العاصمة، قد مكنت من تفكيك خلية برج منايل، ومنها خلية ثانية تقوم بالدعم اللوجيستيكي على علاقة بتفجيرات 11 أفريل، وتوضح مصادر "الشروق"، أن اعترافات أحد أفراد خلية الدعم اللوجيستيكي، الذي تم توقيفه بعد أسبوعين من تفجيرات 11 أفريل، مكن مصالح الأمن من وضع يدها على الخلية التي استفاد أفرادها من تواطؤ بعض التجار الذين أغراهم الإرهابيون بالمال، من بينهم رجل أعمال قام ببيع متفجرات واستلم المبلغ نقدا، واستنادا إلى التحقيقات، فإن هذه الخلايا كانت تنشط تحت لواء أمير المنطقة الثانية، حراك زهير، المدعو سفيان فصيلة، ثم بوزقزة عبد الرحمن، الذي كلفه درودكال بعد القضاء عليه بالتنسيق مع شبكات الدعم. وسبق توقيف تاجر في مواد التجميل، كان يملك محلا لبيع الأكل الخفيف بوسط مدينة تيزي وز، ومن خلال استثمار الأموال التي كان يمنحها له سفيان فصيلة من عائدات السلب والنهب ومبالغ فدية الاختطافات لإعادة استثمارها و"تبييضها" في مشاريع تعود بأموال تستغل في شراء المتفجرات. وتؤكد المعلومات المتوفرة لدى "الشروق"، أن دور هؤلاء يكمن في دعم الإرهابيين بمعلومات حول تحركات الأهداف، لكن أيضا في تبييض "غنائم" القاعدة، وعليه لا يستبعد أن يكون هؤلاء المقاولون أصحاب الشركات العقارية قد استفادوا من أموال لفتح هذا النشاط وتمويل التنظيم الإرهابي. وكانت التحقيقات الأمنية في القضية قد توصلت استنادا إلى البيان الأخير لوزارة الداخلية، إلى أن قيادة درودكال لجأت إلى الإغراءات المالية بالقول أن هؤلاء المتورطين استفادوا من مبالغ مالية تشكل "غنائم" الجماعة السلفية للدعوة والقتال، على يد بوزقزة المدعو في تنظيم درودكال ب"عبد الرحمن تلالي". وأكد البيان أنه "إذا كان المدعو بوزقزة معروفا لدى مصالح الأمن، فإنه يبدو أن أغلب معاونيه استسلموا لأنواع مختلفة من التلاعب مدعومة بإغراءات مالية". نائلة.ب