أجمعت عدد من فصائل المقاومة في غزة على ضرورة إعادة اللحمة للصف الفلسطيني من أجل التصدي لخروقات الاحتلال لاتفاق التهدئة الذي توصلت إليه المقاومة في غزة مع الاحتلال الإسرائيلي نهاية الصيف الماضي. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دعت من جهتها جماهير الشعب وفصائل المقاومة للتأهب والاستعداد للتصدّي للاحتلال الإسرائيلي في حال تصعيده للعدوان العسكري ضد قطاع غزة مرة أخرى، وذلك على ضوء تهديداته المستمرة للقطاع والتي تُرجمت فجر اليوم باستهدافه موقعاً للمقاومة في مدينة خان يونس جنوبغزة. واعتبرت الجبهة في بيان لها اليوم السبت، أن الاحتلال لم يتوقف عن عدوانه ضد القطاع للحظة واحدة، وأنه مستمر بهذا العدوان بأشكال مختلفة من حصار متواصل، وإغلاق للمعابر، وعرقلة عملية الإعمار، والتهديدات الصادرة عن قادة حربه، مضيفةً “ما قصف الاحتلال إلا جزء من هذا العدوان ليس الأول ولن يكون الأخير”، حسب البيان. وقالت الشعبية: “إن استمرار الواقع كما هو في القطاع يؤكد إمكانية عودة الأمور إلى ما هي عليه أثناء العدوان بل وأخطر من ذلك، خاصة وأن المسرح السياسي الإسرائيلي مقبل على انتخابات مبكرة، وشعبنا الفلسطيني تعوّد أن يدفع فاتورة هذه الانتخابات”، كما قالت. وأكدت الجبهة على الحاجة الملحة لوحدة الموقف الفلسطيني على كافة الصعد الكفاحية والسياسية والاجتماعية تستخلص العبر من حالة الصمود الفلسطيني وبسالة المقاومة في العدوان الأخير على القطاع، والهبة الجماهيرية في القدس والضفة لمواجهة ما يمكن أن يقوم به الاحتلال، من خلال بحث جدي لتشكيل جبهة. من جهتها حذرت حركة حماس، من تكرار القصف الذي تعرض له قطاع غزة فجر اليوم، واصفة ذلك ب “الحماقة”. وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري: “إن الغارة الإسرائيلية على أحد المواقع جنوب قطاع غزة تنطوي على تصعيد خطير”، حسب تقديره. وأضافت الحركة أن “الحركة تحذر الاحتلال من تكرار هذه الحماقات، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه العدوان الإسرائيلي”. “كتائب المقاومة الوطنية”، الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أكدت أن استمرار الاحتلال في خرق التهدئة يدفعها للتفكير الجدي بأن تكون في حل منها. ونددت الكتائب في بيان لها بقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمواقع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فجر اليوم، معتبر ذلك الاستهداف خرق فاضح يضاف إلى خروقات الاحتلال المتواصلة بحق الصيادين في عرض البحر والمزارعين على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع. وقالت: “إن قصف الاحتلال لمواقع المقاومة في قطاع غزة واستمرار خروقات الاحتلال وتنصلاته لاتفاق التهدئة، يدفعنا بالتفكير بشكل جدي لأن نكون في حل من الاتفاق والعودة إلى التصعيد في وجه الاحتلال دفاعاً عن أبناء شعبنا الفلسطيني”. ودعت الكتائب كافة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة إلى اجتماع عاجل لتدارس سبل الرد على العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة، وجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدسالمحتلة. وشددت على ضرورة تشكيل جبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات مركزية موحّدة بما يضمن وحدة قوى المقاومة على الأرض وفي الميدان. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن في ساعة مبكرة من فجر اليوم السبت، غارتين على جنوب قطاع غزة دون أن يسفر ذلك عن إصابات في الأرواح، وذلك لأول مرة منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على قاع غزة قبل خمسة أشهر.