شهدت مدينة تمنراست أمس، مسيرة وصفت بغير المسبوقة في المدينة، احتجاجا على تصريحات الرئيس المدير العام بالنيابة ل "سوناطراك"، الذي أعلن أن الشركة ماضية قدما في مشروع حفر 200 بئر خاص بالغاز الصخري بالمنطقة، ما اعتبره مناهضو المشروع استفزازا لسكان ولايات الجنوب الجزائري، واستهانة برأي المواطن الجزائري، وعدم الاعتداد به في تقرير مصير البلاد. المسيرة شارك فيها المئات، من بينهم تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي وطلاب المركز الجامعي. وخلال مرورها بمختلف الشوارع كان يزداد عدد المشاركين في هذه المسيرة. وسجلت مشاركة العمال من مختلف القطاعات، وكذا العديد من المواطنين، ليلتقي المشاركون مع مسيرات أخرى انطلقت من بعض الأحياء، لتصل المسيرة إلى مقر الولاية، وهناك ردد المتظاهرون هتافات مختلفة، كلها تصب في قالب الرفض القاطع لمشروع الغاز الصخري. الشيء الملاحظ خلال تواجدنا بمختلف المناطق التي مرت بها المسيرة هو حرص الجميع على أن تكون سلمية، وأكدوا أن مرحلة التعدي على المؤسسات العمومية والخاصة والتعدي على ممتلكات الغير قد ولت، كما ردد المشاركون الأناشيد الوطنية، داعين إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية. لتعود المسيرة إلى "خيمة الاعتصام" بمدخل حي "تهقارت"، بعد أن عرجت على مقر البلدية، وهناك دعا المشاركون المنتخبين إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهم" حيال ما يجري. وموازاة مع المسيرة، شهدت عاصمة الأهقار شللا تاما، حيت أغلقت المحلات التجارية والأسواق والمقاهي والمطاعم ويأتي الغلق على خلفية نداء للتضامن مع سكان عين صالح توجه به بعض الفاعلين في الحراك الاحتجاجي.
.. ومسيرات بأولف وفقارة الزوي ومتضامنون يتوافدون على عين صالح اتسعت رقعة الاحتجاجات المناهضة لاستغلال الغاز الصخري، حيث شهدت، صباح اليوم، دائرة أولف بولاية أدرار، التي تبعد عن مدينة عين صالح ب 140 كلم، مسيرة احتجاجية سلمية تضامنية مع سكان عين صالح ضد الغاز الصخري، حيث قدر عدد المشاركين في المسيرة بأكثر من 1500 مشارك، جابوا الشوارع الرئيسية بالمدينة قبل أن يقوموا بوقفة أمام مقر دائرة أولف، رافعين شعارات تندد بعملية استغلال الغاز الصخري. وقد انضم عدد منهم مساء أمس إلى ساحة الاعتصام بعين صالح. من جهة أخرى، نظم مواطنو بلدية فقارة الزوى، التابعة لدائرة عين صالح، مسيرة سلمية احتجاجية شارك فيها أكثر من ثلاث آلاف شخص تضامنا مع المحتجين بعين صالح الرافضين لعملية استخراج الغاز الصخري. انطلقت المسيرة من أمام مقر البلدية لتجوب الشوارع الرئيسية، رافعين شعارات تطالب بوقف عملية الحفر، ليتم بعد ذلك وصول المحتجين إلى ساحة الاعتصام عبر قوافل من السيارات أمام مقر الدائرة. من جهة أخرى، نظمت مسيرة لتلميذات المدارس انطلقت من وسط المدينة، لتصل إلى ساحة الاعتصام. واعتبرت المشاركات أن مستقبلهن الحقيقي هو في توفير بيئة نقية خالية من الغازات السامة. وقالت إحدى التلميذات الثانيوات: "إن كان لا بد من تنوع مصادر الطاقة فإن الطاقة الشمسية هي الحل الأحسن والأقل كلفة ومتوفرة بكثرة عبر صحراء الجزائر وبمساحة مليوني كلم مربع.. والدول تبنى بالعلم وليس بالغاز الصخري". بالموازاة مع ذلك، يتواصل الإضراب العام بمدينة عين صالح لليوم الحادي عشر على التوالي، وكل المرافق مغلقة، بينما شوهد، صباح أمس، انتشار عناصر الشرطة، ولأول مرة، بالقرب من المتوسطات والثانوية، رغم أنها مغلقة بسبب غياب التلاميذ والأساتذة، حيث توزعوا بمعدل حوالي 15 شرطيا أمام كل مؤسسة تربوية.