كشف سليمان عيسى المحامي السوري المقيم بالجزائر وأحد ممثلي الجالية السورية بالجزائر قبل الأزمة السورية أن المتسولين الذين يقدمون أنفسهم بجوازات سفر سورية ليسوا سوريين بل هم بدو رحل وغجر يتنقلون بين سوريا والعراق وتركيا وايران ودول مجاورة لاحترافهم مهنة التسول وهم معروفون بالشرق الأوسط تحت مسمى "القربات". وهؤلاء يتوافدون على الجزائر عقب حصولهم على جوازات سفر بتركيا مقابل 100 دولار توفرها لهم عصابات تتاجر في هذا الشأن، فيما يقوم الغجر بممارسة مهنة التسول كسبا للمال مستغلين طيبة وعاطفة الجزائريين الجياشة تجاه أشقائهم السوريين الذين وقفوا معهم خلال ثورة التحرير وتبرعت نساؤهم بالحلي والمجوهرات دعما لاستقلال الجزائر. وأكد المتحدث أن هؤلاء يسيئون للشعب السوري المحب للعمل والمتكسب لرزقه بجهده وعرق جبينه فهناك عائلات سورية أصيلة تعاني ظروفا صعبة لكنها لا تتسول بل تمارس مهنا يومية ويدوية دون اللجوء لهذه المهنة السيئة التي يمقتها ويتعفف عنها الشعب السوري. وأكد المتحدث أن بعض هؤلاء يقيمون في فنادق مقابل 15 مليون سنتيم شهريا كما يقوم عرابوهم بتوجيههم نحو البلديات الكبرى والمساجد والمصالح الإدارية ومحطات الوقود، باستخدام الحواسيب والأنترنت لمعرفة البلديات والدوائر والأماكن ذات الكثافة السكانية الكبيرة طمعا في تحقيق هوامش ربح كبيرة من مهنة التسول. وذكر سليمان عيسى أن الدخول للجزائر يستلزم حجزا فندقيا و4000 دولار لكل قادم إليها فمن أين يحصل هؤلاء على هذه المبالغ؟ ثم كيف يمارسون التسول إذا لم تكن هناك عصابات تجني من ورائهم ارباحا طائلة بإساءة السمعة للشعب السوري رغم أنهم بدو وغجر رحل. وقد استغلت جهات دولية هذه القضية وحاولت ارسال 4 طائرات مليئة بالغجر عبر مطار بيروت نحو الجزائر بهدف دفع السلطات الجزائرية نحو موقف يكسر التعاطف مع اللاجئين السوريين والشعب السوري المكتوي بنار هذه الفتنة الهوجاء. وبخصوص استقرار الجالية السورية بالجزائر شدد المتحدث على أن هناك صعوبات تواجه إدماج الجامعيين نظرا لاختلاف المنهاج بين البلدين ما يحيل مئات الجامعيين السوريين على التوقف عن الدراسة في انتظار حلول بيداغوجية مفكر فيها بين السفارة السورية والسلطات الجزائرية، على الرغم من أن عدة مؤسسات بتركيا تضمن التمدرس بيد أن عددا كبيرا من السوريين يرفضون الالتحاق بها نظرا لتقديم بعضها تكوينا ايديولوجيا وعقائديا وسياسيا قريبا من الجماعات المتطرفة كداعش والنصرة غيرها ومنخرط في سياق تغذية الأزمة.