تحقق مصالح الأمن الفرنسية في محتوى شريط فيديو، صدر مؤخرا عن التنظيم الإرهابي لما يعرف ب"داعش"، إذ يظهر هذا الأخير صورا لفتاة ترافق سبعة مسلحين، يعتقد أنها المطلوبة رقم واحد من قبل السلطات الفرنسية باعتبارها مشتبها فيها في التخطيط للهجمات التي استهدفت الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو" في التاسع جانفي المنصرم، ويتعلق بالأمر ب "حياة بومدين"، زوجة "أحمدي كوليبالي" منفذ الاعتداء على "المتجر اليهودي". وقد أثار الفيديو الأخير للتنظيم الإرهابي الذي تم بثه الثلاثاء المنصرم، عدة تساؤلات عن هوية الفتاة التي كانت برفقة الإرهابيين، وما إن كان الأمر يتعلق ب"حياة بومدين"، زوجة "كوليبالي"، منفذ عملية اقتحام المتجر اليهودي بفرنسا حسبما أشار إليه تقرير لقناة "سي.آن.آن". ويظهر الفيديو أحد عناصر التنظيم الإرهابي ملثم الوجه وهو يخاطب المسلمين بفرنسا للمرور إلى "التنفيذ"، وقال: "إن كنتم تريدون محاربتنا من أجل الديمقراطية فنحن سنحاربكم من أجل الإسلام"، كما وجه خطابا إلى السلطات الفرنسية: "سنفجر فرنسا.. ستكونون مجبرين على تقبل ردنا على الجرائم الكثيرة التي قمتم بها. لقد قمتم بالاعتداء على حقوقنا ولذلك لن تطمئنوا للعيش بسلام". ويحيط بالعنصر الإرهابي الملثم سبعة آخرون ضمنهم فتاة على جنبه الأيسر ملثمة الوجه، وهي المعنية بتحقيقات السلطات الفرنسية، إذ يجري التحري فيما إذا كان الأمر يتعلق ب"حياة بومدين"، التي تشتبه معطيات في كونها شاركت في التحضير للاعتداء على "شارلي إيبدو"، حيث لا تستبعد الشرطة الفرنسية أن تكون متواطئة مع المنفذين خصوصا على المستوى اللوجستي، وكانت حياة بومدين قد تزوجت من "أحمدي كوليبالي" عام 2009، العام الذي قامت فيه بارتداء الحجاب. وقد لاحظ قاضي باريس وجود علاقة بين صديقة شريف كواشي أحد منفذي اعتداء "شارلي إيبدو" و"حياة بومدين"، إذ تبادلتا 500 اتصال عام 2014. وحسبما أفادت به السلطات التركية فإن حياة بومدين تكون حاليا بسوريا، حيث أقامت هناك في 8 جانفي قادمة من مدريد. إلى ذلك، أصيب ثلاثة جنود فرنسيين الثلاثاء المنصرم، في هجوم نفذه أحد المسلحين بسكين، قرب أحد المراكز اليهودية في مدينة "نيس"، جنوبي فرنسا، كانوا يشاركون في دورية روتينية قرب المركز اليهودي ضمن الإجراءات الأمنية التي أعلنت عنها السلطات الفرنسية في أعقاب الهجمات التي شهدتها باريس شهر جانفي الماضي، وأشارت وسائل الإعلام الفرنسية أنه تم إلقاء القبض على المشتبه فيه بتنفيذ الهجوم، كما تم توقيف شخص شوهد بصحبته قبل قليل من قيامه بطعن الجنود، وأبرزت أن منفذ الهجوم يُدعى موسى كوليبالي، إلا أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان له علاقة بأحمدي كوليبالي، منفذ الهجوم على متجر "كوشير" اليهودي. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازناف، الثلاثاء، اعتقال قوات مكافحة الإرهاب، ثمانية أشخاص بضواحي مدينتي ليون وباريس، بشبهة الانتماء إلى خلايا إرهابية، في تصاعد لحملة الاعتقالات التي أطلقتها فرنسا لملاحقة عناصر يعتقد ارتباطها بمجموعات إرهابية منذ الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الذي راح ضحيته 17 قتيلا الشهر الماضي. وأشار كازنوف، في مؤتمر صحفي بباريس، إلى 161 تحقيق قضائي قائم حول الإرهاب، يصل عدد المتورطين فيها إلى 547 شخص، 167 منهم قيد الاعتقال، 95 منهم قيد التحقيق، بجانب 80 آخر بالسجون، وأشار إلى قرار جديد لمكافحة الإرهاب يتوقع دخوله حيز التنفيذ أمس الأول.