الجيش يسحق المَردة عن الدين والوطن تشن قوات الجيش عملية تمشيط واسعة لمعاقل "جماعة حماة الدعوة السلفية" بولاية تلمسان، تمتد من جبال بني سنوس إلى غاية جبل العصفور، تحت إمرة الإرهابي المدعو محمد بلبشير (أبو إدريس) ولا يتجاوز عدد أتباعه بالمنطقة 16 إرهابيا أصبحوا موزعين على جماعات صغيرة تتكون من حوالي 5 أفراد في عدة مناطق لسهولة التحرك والإفلات من ملاحقة قوات الجيش التي تمكنت من القضاء على القواعد الخلفية وتفكيك عديد من شبكات الدعم والإسناد. * وكان إرهابي سلم نفسه قبل أشهر لمفرزة الحرس البلدي، قد أكد للمحققين الوضع المتردي للجماعة الإرهابية، التي تفتقد للسلاح والمؤونة، مع تراجع نشاطها بشكل لافت جدا، مما جعلها تستهدف الرعاة للاستيلاء على أموالهم وهواتفهم ورؤوس أغنامهم. * وكانت قوات الجيش بولاية تلمسان قد حجزت في العملية التي قامت بها نهاية الأسبوع الماضي، وثائق وكتبا دينية وكمية من الأدوية والمؤونة إضافة إلى أسلاك كهربائية خاصة بالتلغيم وتفجير القنابل التقليدية وتجهيزات أخرى. * وقالت المصادر التي أوردت الخبر ل "الشروق اليومي"، إن قوات الجيش ضبطت هذه الأشياء في الكمين الذي نصبته ليلة الأربعاء إلى الخميس بالمنطقة المسماة "الدخش" بجبال العصفور بولاية تلمسان (نشرت "الشروق أونلاين" المعلومة في عدد الخميس) وذلك بناء على معلومات وردت إلى مصالح الأمن تفيد بوجود تحركات إرهابية على مستوى هذه المنطقة التي تم تطويقها ليلا، ونجحت قوات الجيش في حصار جماعة إرهابية يرجح أنها تتكون من 5 أفراد، وتمكنت من القضاء على إرهابي ينحدر من منطقة مغنية الحدودية، كان محل بحث من طرف مصالح الأمن منذ سنة 2006 لانتمائه إلى جماعة إرهابية. وصدر ضده حكم قضائي غيابي وذلك بعد اشتباك دام حوالي الساعة. * وتفيد التحقيقات الأولية ان الجماعة الإرهابية كانت تحوز على حوالي 3 أسلحة من نوع كلاشينكوف، وحرص الإرهابيون الذين تمكنوا من الفرار على "تهريب قطع السلاح حفاظا عليها" في ظل انعدام الدعم بالأسلحة النارية وحجزت قوات الجيش 101 خرطوشة وكبسولة. * وأفادت نفس المصادر، أن آثار الدم التي تمت معاينتها بعين المكان تكشف إصابة إرهابيين بجروح أحدهم "تكون إصابته بليغة" ولا يستبعد أن يكون من بينهم الإرهابي جمال قرقابو، المكنى أبو فارس، وهو مساعد أمير المنطقة المدعو "أبو فارس". * وحجزت قوات الجيش بمخبإ الإرهابيين كمية من المؤونة والأدوية إضافة إلى عسل النحل، ومسحوق كحل العيون، وكذا عدد من الكتب الدينية وخرائط، منها مخطط يدوي يكشف تحركات الإرهابيين وتوزيعهم، كما عثرت قوات الجيش على أسلاك كهربائية للتلغيم والتفجير وأدوات لصنع القنابل، مما يعكس لجوء أتباع المدعو "بلبشير" إلى تنفيذ اعتداءات ضد دوريات الجيش في عمليات التمشيط باستخدام قنابل تقليدية الصنع باعتبارها أسهل الطرق في ظل قلة الأفراد، وتراجع قدراتهم وعجزهم عن المواجهة الميدانية والاشتباك مع قوات الجيش. * قوات الجيش حجزت في هذا المكان 3 أجهزة هواتف نقالة، إحداها تتضمن صور 4 إرهابيين تم التعرف عليهم وتحديد هويتهم حسب مصادرنا، وقد يكونون ضمن الجماعة المحاصرة إضافة إلى جهاز شحن بطارية بالطاقة الشمسية. وكانت "الشروق اليومي" قد أشارت في أعداد سابقة إلى استعمال الإرهابيين للطاقة الشمسية بعد تحديد قوات الجيش لمواقع الكازمات التي كانت تتزود من الأعمدة الكهربائية في المناطق المعزولة و تدميرها. * العملية الأخيرة بولاية تلمسان تعكس على صعيد آخر وضع تنظيم "جماعة حماة الدعوة السلفية" الذي يعيش التشتت ويواجه انعدام الدعم وقلة الأفراد في ظل انعدام التجنيد بسبب الضربات المتتالية لقوات الجيش التي تمكنت من تضييق الخناق على التحركات الإرهابية، خاصة في معاقلها الرئيسية بجبال "لالاستي"، العصفور، سبدو وبني سنوس، مع تفعيل العمل الإستعلاماتي الذي مكن من ضبط انتحاري والقضاء على إرهابي آخر، كما اعتمدت مصالح الأمن المختلفة مخططا أمنيا بتكثيف الرقابة والتفتيش ليقوم الجيش ب"الضغط" على بقايا الإرهاب في الجبال.