شكلت زيارة الدكتور القرضاوي للشيخ إسحاق الحويني الذي يرقد مريضا في مستشفى حمد بالدوحة بالعاصمة القطرية، حدثا كبيرا في الأوساط الإسلامية، التي جردتها من تطبيق واجب عيادة المريض التي قام بها الشيخ يوسف القرضاوي نحو الشيخ الحويني، وراحت تعطيها أبعادا سياسية صارت حديث المجالس في مصر والمملكة العربية السعودية وقطر وفي غيرها من الأمصار. ويعتبر هذا أول لقاء بين الرجلين المريضين في حياتهما، حيث تنقل الشيخ القرضاوي عبر كرسي متحرك والتقى بالشيخ الحويني، بالرغم من أن إدارة المستشفى منعت زيارته حتى على أبنائه، وكان اللقاء في غرفة الرعاية المركزة، أين قام الشيخ القرضاوي بسؤال الشيخ عن صحته، وتلاوة مجموعة من الأدعية والخروج بسرعة، خاصة أن حالة الشيح إسحاق الحويني تتدهور من يوم لآخر، منذ أن جرّه داء السكري إلى قطع رجله منذ ثلاث سنوات، وتم نقله إلى قطر بتقارير من مستشفيات مصرية، رأت بأن مستشفى حمد هو حل صحي لرجل بلغ سن التاسعة والخمسين ومع ذلك يعاني منذ ثلاث سنوات من العديد من الأمراض والمضاعفات، بينما بلغ الشيخ القرضاوي سن التاسعة والثمانين ولم يقدر على التحرك إلا بإستعمال كرسي متحرك، وهو ما صار يؤكد بأن تركه لإمامة الناس منذ أكثر من سنة في مسجد الفاروق بالدوحة إنما كان لأسباب صحية وليس بسبب الخلاف الذي وقع سابقا بين قطر ودول الخليج العربي على الأقل حسب أتباعه. وتحولت الزيارة إلى جدل سياسي في مصر، بين تأكيد التقارب الأبدي بين السلفيين والإخوان المسلمين في مصر، على اعتبار أن السلفية المصرية مختلفة عن القادمة من المملكة العربية السعودية، وبين وضعها في إطارها الخاص أي واجب زيارة المريض فقط بدليل أن الشيخين لم يذكرا كلمة سياسية واحدة، خاصة أن الشيخ إسحاق الحويني رفض دائما أن يكون بوقا للنظام الحالي في مصر، واكتفى بتوجيه ملاحظات لم تصل أبدا إلى معاداة الإخوان، في الوقت الذي كان لسلفيي المملكة العربية السعودية موقف مغاير تماما ومُجرّم للإخوان.