يقترح منتدى "جسور مسرحية"، زوال الأحد (13.30 سا)، مناقشة أعمال الأكاديمي والفنان المخضرم "أحمد خودي" عبر توليفة مستحدثة ستتيح الغوص في عالم المدير السابق لمسرح "بجاية" الجهوي الذي مازج بين خطية نصية إخراجية وانخراط تكويني لا يزال يمارسه رغم شكلانية التقاعد ووجع السنون. في أولى أعداد فعالية مبتكرة أطلقتها مؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر، تحتفي ومضة "جسور" الحوارية للثنائي المرح "إبراهيم نوّال" و"عبد الناصر خلاّف" بإسهامات "أحمد خودي" في حقل المسرح بالجزائر، منذ تخرجه من معهد فنون العرض ببروكسل سنة 1982، وارتدائه قبعة الأستاذية، مرورا بمزاوجته بين التدريس والإخراج في فضاء المعهد الوطني للفنون المسرحية سابقا، ومعهد فنون العرض حاليا على مستوى ضاحية "برج الكيفان". وسيتسنى الوقوف عند المُنجز الركحي ل"خودي" الذي صمّم ما يربو عن الثلاثين منمنمة مسرحية منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي، في موعد يراهن على تفعيل مساجلات نخبة من النقاد والإعلاميين وجمهور ممارسي الفعل الثقافي بفضاء النشاطات الثقافية "بشير منتوري" في قلب العاصمة. وأبرز الناقد المسرحي البشوش "عبد الناصر خلاّف" أنّ "جسور مسرحية" ستغدو منبرا للتواصل بين الأكاديميين والممارسين في الحقل الثقافي، وأحال على أنّ الأيقونة ستستقطب مرتين في كل شهر، نخبة من صنّاع المسرح الجزائري بارتساماته المختلفة (دراماتورجيا- تمثيل- اخراج-سينوغرافيا- كوريغرافيا- موسيقى – نقد).
مسار شائق يختزل "خودي" مسارا شائقا مطرّز الأشواط عبر العقود الأربعة الأخيرة، انطلاقا من مشاركته سنة 1976 في تأليف وإدارة مسرحية "النهلة" للأطفال في مسرح "وهران" الجهوي. وعمل "خودي" مديرا لمسرح بجاية الجهوي (1989 – 1992)، ومخرجا مقيما في المسرح الوطني الجزائري (2002 – 2003)، قبل أن يحط الرحال بفرنسا كمخرج بدعوة من مركز الدراما كورنوف (سان دوني- فرنسا) على مرتين (2003 - 2004 ) ثمّ (2006 - 2007)، وتقلّد مسؤولية المدير الفني للمهرجان الأول للمسرح المحترف (2006)، قبل أن يحصل عاما من بعد على جائزة أحسن عمل مسرحي في المهرجان ذاته عن عرض "منزل برناردا آلبا". وأعقب "خودي" تألقه ذاك بتتويجات أخرى، وبين هذا وذاك غاص في الريبرتوار المسرحي الجزائري والعالمي على غرار "حرف بحرف" (1986) ل"عمر فطموش"، "مئة ومئتين" (1988)، "الدرس" (2001) ل"يوجين يونسكو"، "ليلة الشك" (2014) ل"أرزقي مترف" 2014، واللائحة طويلة.