طالبت أحزاب المعارضة الموريتانية بتوفير "ضمانات جادة" بشأن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد، عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي تعهد بالحفاظ على الهيئات المنتخبة، وأعلن رئاسته لحكومة جديدة. * وفي أول بيان تصدره بشكل جماعي، طالبت الأحزاب بتحديد فترة المرحلة الانتقالية، بما يضمن العودة السريعة لحياة دستورية طبيعية. كما دعت إلى تحديد برنامج المرحلة الانتقالية بالتشاور مع مختلف الفاعلين السياسيين في البلاد.. * * وصدر البيان عن حزب "الاتحاد والتغيير الموريتاني" برئاسة صالح ولد حننا، وحزب "تكتل القوى الديمقراطية" برئاسة زعيم المعارضة أحمد ولد داداه، وحزب "التحالف من أجل العدالة والديمقراطية-حركة التجديد" برئاسة صار إبراهيم، وحزب "حركة الديمقراطية المباشرة" برئاسة أعمر ولد رابح.. * وكان مجلس الدولة الجديد الذى تم تشكيله إثر الإطاحة بالرئيس ولد الشيخ عبد الله قد تعهد بإجراء انتخابات رئاسية "حرة ونزيهة" فى أسرع وقت واحترام جميع المعاهدات والالتزامات الدولية التى وقعتها موريتانيا. وأعلن المجلس المؤلف من 11 من كبار الضباط عن تشكيل حكومة برئاسة الجنرال محمد بن عبد العزيز وأنه سيحتفظ بالبرلمان وبالمؤسسات الدستورية والمجالس البلدية وسيمارس فقط السلطة التنفيذية مع احترام تام للفصل بين السلطات. * * وجاء ذلك، بينما فرقت قوات الأمن الموريتانية بالقوة مسيرة نظمتها الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناصرة للرئيس المخلوع بالعاصمة نواكشوط. وذكرت قناة "الجزيرة" الفضائية أن عناصر أربعة أحزاب سياسية تأسست بعد الانقلاب تظاهرت بالعاصمة نواكشوط وطالبت بعودة الرئيس المخلوع، محذرة من خطورة انفتاح شهية العسكر على السلطة كما حدث خلال الأعوام الأخيرة.. بدوره ناشد الرئيس لمخلوع في بيان له مساء الخميس مجلس الأمن الدولي التدخل لإعادة الأوضاع في البلاد إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب الذي أطاح به. * * وفي إطار ردود الفعل، شرع وفد رفيع المستوى في الجامعة العربية برئاسة السفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية في زيارة إلى نواكشوط للوقوف على * * تطورات الأوضاع فى هذا البلد. وذكر بيان صادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إن زيارة الوفد يأتي رغبة من الجامعة العربية فى القيام بكل ما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار البلاد وضمان الحفاظ على المكاسب الديمقراطية التى حققتها موريتانيا خلال الفترة الماضية. ومن جانبه... أكد السفير أحمد بن حلي في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الوفد سيعمل على الالتقاء بكل الأطراف في موريتانيا على رأسهم قادة الانقلاب الجدد، والرئيس السابق وغيره من المسؤولين، وكذلك قادة الأحزاب الموريتانية وغيرهم من السياسيين. * * وأعلنت واشنطن تجميد المساعدات غير الإنسانية التي تقدمها لنواكشوط. وقال المتحدث باسم الخارجية جونزالو جاليجوس أن الولاياتالمتحدة علقت كافة المساعدات غير الإنسانية والتي تتضمن مساعدات تنموية بقيمة 3 ملايين دولار وأكثر من 4 ملايين دولار للتدريب على عمليات حفظ السلام و805 آلاف دولار لجهود مكافحة الانتشار المسلح ومكافحة الإرهاب وإزالة الألغام و15 مليون دولار في شكل مساعدات عسكرية. وقال جاليجوس أن بلاده كانت قد أقرت أيضا أهلية موريتانيا للحصول على ملايين الدولارات من حساب مؤسسة تحدي الألفية، لكنها ما لبثت أن علقته بعد هذا الانقلاب. وأضاف أن واشنطن ستواصل مع هذا تقديم المعونات الإنسانية التي تقدم في شكل مساعدات غذائية بقيمة 9.4 مليون دولار. وقال جاليجوس أن الولاياتالمتحدة تعكف حاليا مع الشركاء على بحث كيفية إعادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا إلى السلطة.. وبدوره حذر الاتحاد الأوروبي من انه قد يقطع مساعداته أُسوة بواشنطن.