السؤال: ماتت جدتي منذ شهر، وقد تعودنا على مزاحها معنا ومرحها الجميل وخاصة في شهر رمضان، وأنا مازلت متعلقة بها وكلما تذكرتها أحسست بالحزن وتنهمر دموعي، وقد قيل لي بأن جدتك تعذب في قبرها بسبب بكائك عليها، أرجو منك سيدي الشيخ أن تخبرني بالحقيقة، هل حقا جدتي تعذب في قبرها لما أبكي عليها؟ الجواب: ثبت في السنة أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أَنَّ حَفْصَةَ بَكَتْ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: مَهْلاً يَا بُنَيَّةُ، أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ"، والمقصود بالبكاء هنا هو النياحة وشق الجيوب ولطم الخدود، وأما مجرد إرسال الدموع من العين لحزن القلب على فَقْدِ الحبيب فلا يعنيه الحديث. السؤال: كنت إنسانا نشيطا محافظا على الصلاة في وقتها، لكن للأسف ياشيخ أصابني الوسواس، فاصبح يبعدني عن الصلاة، وبالتوكل على الله تمكنت من التغلب عليه، غير أنه في هذه الأيام قهرني قهرا شديدا، فأصبح يوسوس لى أن أشرك بالله وأقوم بالسب، كل هذا يصوره لي في عقلي وقلبي ينكره وأستغفر الله، فهل في هذه الحالة أنا كافر بالله؟ أرجوكم أنصحوني، وشكرا. الجواب: هذه من وساوس الشيطان، الذي يوسوس في صدور الناس، وكونك تنكره بقلبك وتستغفر الله تعالى لذلك دليل على صحة إيمانك، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ"، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ما يجدونه في صدورهم من حرج بسبب الوسوسة دليلا على الإيمان، إذ لولا إيمانهم بالله لم ينكروه ولم يعظم في صدورهم إلى حدّ الخشية على أنفسهم منه، فكن مطمئنا بأنك مؤمن، وأن ما أصابك وساوس شيطانية لا تخرجك من الإيمان إلى الكفر، بدليل ما رواه أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ، يُعَرِّضُ بِالشَّيْءِ، لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ". السؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، ولدي مشكلة تؤرقني منذ سنوات، وهي أنني لما كنت أبلغ من العمر 12 سنة، وفي أول يوم صمته أفطرت سهوا، ولم أكن أعلم بأن صيامي صحيح، فقمت بشرب الماء على أساس أن صيامي بَطُلَ، ثم أكملت الصيام طيلة اليوم، وأهلي لا يعلمون بهذا الأمر، وقضيت ذلك اليوم بعد رمضان، فهل علي الكفارة؟ الجواب: لقد قمت بما يجب عليك من القضاء، ولا كفارة عليك، لأن الكفارة واجبة على من قصد انتهاك حرمة رمضان ولم يكن متأولا، وأنت لم تكوني تقصدين تعمد الفطر وانتهاك حرمة الشهر بسبب جهلك بأحكام الصيام، ولأنك كنت متأولة تأويلا مقبولا، لظنك أن الأكل والشرب سهوا يبطل الصوم ولا يمنع من الفطر. السؤال: من أجل صيام رمضان هل تُعقد نية الصيام كل ليلة من لياليه أم من ليلته الأولى فقط وهي كافية؟ الجواب: تجزئ نية واحدة لجميع شهر رمضان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، وهذا قد نوى كل الشهر فله ما نوى، ولأن شهر رمضان لما كان متتابعا كان في حكم العبادة الواحدة، بدليل ما جاء في قوله تعالى: "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ"، وذلك يقتضي صيام كل الشهر ليله ونهاره، ثم خصص الليل من وجوب الصوم وبقي النهار على الأصل. السؤال: امرأتي حامل في شهرها السادس، ويمكنها أن تصوم غير أنها تجد في ذلك مشقة وإرهاقا شديدا بسبب ضعفها، فهل يجوز لها أن تفطر؟. الجواب: الحامل إذا كانت لا تطيق الصيام إلا بجهد ومشقة، وخافت على نفسها أو على ولدها جاز لها أن تفطر في رمضان، بدليل الحديث الصحيح عند أحمد وأصحاب السنن، عن أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَضَعَ عَنِ المُسَافِرِ الصَّومَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ، وَعَنِ الحُبْلَى والمُرْضِعِ الصَّوْمَ"، وإذا خشيت بصومها الهلاك أو شدة الضرر وجب عليها الإفطار، لأن حفظ النفس واجب لقوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًاس"، وقوله تعالى: "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"، ويجب عليها القضاء بعد ذلك كالمريض. السؤال: هل يجوز لي أن أقسم صلاة التراويح على فترات مختلفة من الليل، بحيث أصلي بعض الركعات بعد العشاء، ثم أصلي ركعات أخرى قبل أن أنام، ثم أصلي ركعات أخرى عند القيام إلى السحور؟
الجواب: يجوز لك تقسيم ركعات التراويح في فترات مختلفة من الليل، ولا حرج في ذلك.