أبدى عدد كبير من سكان ورڤلة، على غرار سكان المناطق النائية، امتعاضهم الشديد نتيجة إقدام محلات تجارية ومخابز على غلق أبوابها خلال الأيام الأولى من رمضان، حيث لم يلتزم معظم التجار بنظام المداومة في الشهر الفضيل، وضرب هؤلاء التجار تعليمات وزارة التجارة عرض الحائط، فضلا عن تجميد نشاطهم إلى أجل غير مسمى، ما جعل شوارع المدينة خاوية على عروشها. وجد سكان كل من عاصمة الواحات وحاسي مسعود وتڤرت، الحجيرة، والطيبات، صعوبة كبيرة في اقتناء الضروريات من المواد الأساسية، كالزيت، والسميد، والسكر، العجائن والخبز غيرها من المواد الغذائية، بسبب غلق أصحاب الدكاكين والمخابز أبوابهم في وجه المواطنين خلال شهر الرحمة ومعظمهم من خارج المنطقة، في الوقت الذي كان يرتقب السكان من التجار تكثيف نشاطهم في شهر رمضان، لما يعرف عن الإقبال الكبير للمواطنين على اقتناء مختلف المواد الاستهلاكية بسبب اللهفة التي تغلب على بعض الصائمين. ولم يحصل السكان على المواد المذكورة منها مادة الخبز، بعد غلق المخابز التي غادر معظم خبازوها الذين قدموا من خارج المنطقة إلى ولاياتهم، قبل دخول الشهر المعظم مفضلين قضاء رمضانهم، مع ذويهم ليتركوا المنطقة تعاني من نقص فادح، فيما بقيت مخابز تعد على الأصابع تعمل بحد أدنى أمام كثافة هائلة للسكان، وهي المخابز التي لديها التزمات مع جهات رسمية كالثكنات العسكرية، والمستشفيات، والمصالح الأمنية، في حين تبقى كميات الخبز الموجه للمواطنين جد محدود. وخلفت حالة الفرار الجماعي للتجار والخبازين نوع من الفوضى بين المواطنين الذين يقدمون من كل حدب وصوب، مصطفين في طوابير لساعات من الزمن قصد الظفر بخبزة واحدة، وهي المشاهد التي أفرزت جوا مليئا بالشحناء والصرعات، بسبب التلاسن والمناوشات بين المواطنين، عاكسة بذلك الأجواء الرمضانية التي تقضي بوجوب التسامح والتراحم بين الصائمين.
أوضح عدد من السكان في تصريحاتهم ل"الشروق" أن مشكلة مداومة التجار لنشاطاتهم التجارية أصبحت سيناريو يتكرر على مدار السنة خاصة في المناسبات والعطل الدينية، حيث أرجع بعضهم نقص مادة الخبز، إلى مغادرة عمال عدد من مخابز الجهة ورفضهم العمل تحت درجات حرارة قياسية، إلى جانب صعوبة تأقلمهم مع الظروف المناخية الوعرة للمنطقة، فضلا عن الحرارة المنبعثة من أفران مخابزهم، فيما فضل الكثير من المواطنين الاستعانة بخبز الدار و"المطلوع" كحل مؤقت لقضاء على مشكل الخبز خلال الشهر الجاري.