السؤال: لما تكون المرأة حائضا ويخرج منها العرق، فهل هو طاهر أو نجس؟ وهل يجب عليها تغيير لباسها عندما تطهر لأجل الصلاة؟ الجواب: لا تنجس المرأة بالحيض ولا بالنفاس، وما يخرج منها من عرق أو لعاب فهو طاهر، ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَهُ فَأَهْوَى إِلَيهِ، فَقَالَ: إِنِّي جُنُبٌ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ المُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ"، والذين يقولون بنجاستها هم اليهود، وقد أبطل النبي صلى الله عليه وسلم زعمهم وبين كذبهم، ففي صحيح مسلم والسنن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كَانَتِ اليَهُودُ إِذَا حَاضَتِ المَرْأَةُ مِنْهُمْ لَمْ يُؤَاكِلُوهُنَّ، وَلَمْ يُشَارِبُوهُنَّ، وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي البُيُوتِ، فَسَأَلُوا نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزّ وَجَلَّ: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى"، الآية، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُؤَاكِلُوهُنَّ وَيُشَارِبُوهُنَّ وَيُجَامِعُوهُنَّ فِي البُيُوتِ، وَأَنْ يَصْنَعُوا بِهِنَّ كُلَّ شَيءِ مَا خَلاَ الجِمَاعَ". السؤال: شيخنا الفضيل، السلام عليكم ورحمة الله، إن خير الخطائين التوابون، لقد وقعت في فخ الاستمناء نهار رمضان، فسارعت إلى الغسل واستغفرت ربي وتبت إليه لعله يغفر لي ذنبي، إني في غاية الندم والحزن لاستسلامي للنفس الأمارة بالسوء، عزمت على إطعام ستين مسكينا، فهل هي كفارة لذنبي حتى يغفر لي ربي؟ أريد ردا شافيا رحمكم الله وسدد خطاكم. الجواب: أبواب التوبة مفتوحة لا تُغْلَقُ في وجه أحد مهما كانت معصيته، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى"، وروى مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"، ولا شك أن الفعل الذي ارتكبته من المحرمات وخاصة في رمضان، لأن الإثم مضاعف، ويوجب عليك بعد التوبة أن تقضي ذلك اليوم وتكفر بصيام ستين يوما متتابعة أو تطعم ستين مسكينا كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ: وَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، قَالَ: هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لاَ أَجِدُ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ فَقَالَ: خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ، فَقَالَ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنَّا، مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَفْقَرُ مِنَّا، ثُمَّ قَالَ: خُذْهُ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ". السؤال: عادتي أن أحيض سبعة أيام، وقد جاءني الحيض في آخر يوم من شعبان وفي اليوم الثالث من شهر رمضان انقطع الدم ولم أجد له أثرا فاغتسلت وصليت وأصبحت من الغد صائمة، وبعد صلاة العشاء عاودني خروج الدم من جديد واستمر يومين آخرين، فهل الصلاة التي صليت صحيحة؟ وهل صيامي في اليوم الثالث من رمضان صحيح؟ الجواب: هذا حيض متقطع، والواجب في هذه الحالة أن تلفقي أيام الدم بعضها إلى بعض حتى تنتهي أيام العادة، فإذا لم ينقطع استظهرت بثلاثة أيام ثم تغتسلين وتصليين بعد ذلك وتصومين، وصلاتك وصيامك في اليوم الثالث من رمضان صحيح، مادام الحيض انقطع قبل الفجر واستمر الطهر إلى ما بعد العشاء وقد نويت الصيام ليلا، والعمل بالتلفيق جاء عن ابن عباس رضي الله عنه وهو مذهب مالك رحمه الله، فقد روى الدارمي والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "إِذَا رَأَتْ الدَّمَ الْبَحْرَانِيَّ فَلَا تُصَلِّي فَإِذَا رَأَتْ الطُّهْرَ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فَلْتَغْتَسِلْ وَلْتُصَلِّ". السؤال: أنا شاب كنت أتناول المخدر في سهرة رمضان العام الماضي ثم أنام في آخر الليل ولا أستيقظ إلا بعد الزوال، وقد ألهمني الله الرشد والحمد لله وتبت إليه، فهل صيامي كان صحيحا أو فاسدا؟ الجواب: صيامك فاسد، لأن من أسكر بخمر أو مخدر ليلا واستمر على سكره حتى طلع الفجر بطل صومه لتسببه في زوال عقله بالمحرم، وبالتالي تنقطع نيته، وقد قال صلى الله عليه وسلم "مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ"، ويجب عليك القضاء لإبراء الذمة، وهذا من تمام توبتك إلى الله تعالى. السؤال: نسيت في شهر رمضان أن أشرب دواء منع الحمل، فتناولت حبة من غير أن أشرب الماء، فهل صيامي صحيح أو يلزمني القضاء؟. الجواب: الصيام فاسد غير صحيح، لأن تناول أي شيء يصل إلى الحلق يفسد الصوم، وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "إِنَّمَا الصِّيَامُ مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ"، فتناول حبة الدواء من غير ماء مبطل للصوم، ويجب عليك قضاء ذلك اليوم. السؤال: المريض الذي يفطر ويفدي، هل يجوز له تأخير فدية الطعام إلى مابعد انقضاء رمضان؟ الجواب: الأفضل له أن يفدي خلال شهر رمضان، وإن أخرها ليخرجها بعده فلا مانع من ذلك.