أطلقت عدة جهات طبية تحذيرات واسعة النطاق لفائدة المواطنين ونصحتهم بتجنب استهلاك فاكهة "الدلاع" الذي يتم ترويجه في الأسواق المحلية ولا يخضع لشروط السلامة التي من شأنها أن تعصف بصحة المستهلك، وجاءت هذه التحذيرات بعد تسجيل عدد من مستشفيات الوطن حالات تسمم عائلات بأكملها بسبب تناولها الدلاع بعضه فاسد وآخر مسموم. أثارت قضية تسمم عائلات بعد تناولها لمنتوج "الدلاع" حالة هلع وسط المواطنين، حيث سجلت أغلب الحالات، تزامنا مع شهر رمضان المعظم بتسمم أكثر من عائلة بغرداية لتتوالى حالات التسممات بالجملة، كان آخرها إصابة 12 عائلة بولاية تيارت، ما دفع بالجهات المختصة لإطلاق حملات توعوية تستهدف المواطنين بغية توخي الحذر وتجنب تناول هذه النوع من الفواكه الموسمية التي يكثر عليها الطلب في فصل الصيف. وطالبت مصادر طبية في حديثها ل"الشروق"، الجهات المعنية بضرورة فتح تحقيقات معمقة في الأسباب التي حوّلت فاكهة "البطيخ الأحمر" إلى سم قاتل يهدد حياة المستهلكين، حيت رجحت ذات المصادر سبب هذه التسممات إلى الطرق المستحدثة والخطيرة التي باتت تستعمل في زراعة هذا النوع من الفاكهة التي يكثر عليها الطلب من قبل العائلات الجزائرية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة لما تحتويه من كميات هائلة من السكريات والمياه. وذكرت مصادر"الشروق" أن "جشع" بعض الفلاحين وأصحاب مزارع "الدلاع"، دفعهم إلى ابتكار طرق خبيثة في زراعة البطيخ الأحمر، قصد زيادة المحصول وتهجينه لزيادة حجمه بهدف تحقيق الربح السريع، دون مراعاة خطورة هذه الأساليب التي وصفت بالتجاوزات الخطيرة. ومن بين هذه الطرق التي يعتمد عليها هؤلاء، في زراعة "الدلاع" - حسب ما تؤكده شهادات فلاحين ل"الشروق"، إضافتهم أثناء عمليات السقي غازات سامة ومواد كيميائية من بينها مادة "الأزوت" لتهجين المحصول ومساعدته على النضج المبكر، فيما يلجأ عدد من الفلاحين في ظل انعدام المياه المخصصة للري، إلى سقي منتوجاتهم بواسطة المياه القذرة، وهي جملة الأساليب التي من شأنها أن تفتك بحياة المواطنين بعد تناولهم هذه المنتوجات "المسمومة" التي يتم ترويجها في الأسواق المحلية وبأثمان زهيدة. وتضيف ذات المصادر أن ما يزيد الطين بلة -إضافة إلى ما سلف ذكره- هو الظروف التي يباع فيها البطيخ الأحمر، خصوصا في الأسواق الشعبية، حيث يعرض تحت أشعة الشمس الحارقة، ما يجعله غير صالح للاستهلاك، حيث تحدث هذه التجاوزات بعيدا عن أعين الرقابة من قبل المصالح المختصة. يذكر أن عددا من المؤسسات الاستشفائية بالجنوب استقبلت الشهر الماضي حالات تسمم لعدة أشخاص من مختلف الأعمار نتيجة استهلاكهم البطيخ الفاسد وهو ما كان قد يودي بحياتهم.