دخلت حركة النهضة مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الرابع، المرتقب تنظيمه في الأسبوع الأول من شهر أوت الداخل، حالة من الاستقطاب، طرفاها الحرس القديم، بزعامة الأمين العام الأسبق لحبيب آدمي والوزير السابق، عبد الوهاب دربال، من جهة، والجيل الثاني بقيادة الأمين العام الحالي فاتح ربيعي، الذي يسعى إلى تخليص قرار الحركة من نفوذ الشخصيات التي يعتقدون بأنها "استفادت" من الحركة وتخلت عنها في وقت الشدة. * وفي ظل هذا الاستقطاب، تعقد الحركة اليوم بدار الثقافة لولاية الأغواط، مؤتمرها الجهوي لولايات الجنوب بحضور الأمين العام للحركة، فاتح ربيعي، بعدما انتهت من تنظيم المؤتمرات الجهوية لولايات كل من الشرق، التي احتضنتها مدينة قسنطينة، والوسط، التي احتضنتها مدينة العاصمة، وأفرزتا قائمة مندوبي الجهتين الذين سيشاركون في المؤتمر الرابع، الذي يحتضنه فندق الهيلتون بالعاصمة. * * ويسعى الحرس القديم ممثلا في شخص الأمين العام الأسبق لحبيب آدمي، الذي يشغل منصب سفير الجزائر بالمملكة العربية السعودية، وعبد الوهاب دربال، الوزير الأسبق والسفير الحالي للجامعة العربية بعاصمة الاتحاد الأوروبي، بروكسل، ومحمد علي بوغازي، مستشار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى التموقع في المؤتمر الرابع، والعمل من أجل تدارك الانكسار الذي ترى القاعدة أنهم سببوه للحركة، حيث تشير مصادر من داخل "النهضة"، أنهم يحضرون للدفع بمرشح يؤمن بطروحاتهم ويصون نفوذهم من التراجع، بعدما أضحى وجودهم مهدد في ظل التوجه الجديد الذي باشرته القيادة الشابة الحالية. * * وفي هذا الصدد، تشير المعلومات المتداولة في إطار ضيّق، إلى أن الشخص المفضل للدفع به في معترك الرابع من أوت، لدى جماعة لحبيب آدمي، هو النائب علي حفظ الله، بديلا عن يزيد بن عائشة، الذي سبق وان دفع به ذات الجناح في المؤتمر الثالث قبل خمس سنوات، وتمكن من التقدم على جميع منافسيه، غير أنه سرعان ما اضطر إلى التنازل بالتراضي، تاركا منصبه للأمين العام الحالي، فاتح ربيعي، بعد الشلل العام الذي أصاب مؤسسات الحركة، بسبب انصراف رؤوس الحرس القديم لإبرام صفقات شخصية مع السلطة وعلى حساب الحركة، مكنتهم من تولي مناصب سامية في الدولة، خارج الأطر التنظيمية لمؤسسات الحزب، كما يقول الجناح الآخر. * * ويشكل الخط السياسي لحركة النهضة، محور التجاذبات التي تطبع هذه الأيام مرحلة ما قبل المؤتمر، فالجيل الثاني، الذي يحضر للدفع بفاتح ربيعي للترشح لمنصب الأمانة العامة، يرى أن سياسة المشاركة التي تبنتها جماعة الحبيب آدمي وعبد الوهاب دربال، بعد أزمة 1999، التي انتهت بإبعاد عبد الله جاب الله من رئاسة الحزب، لم تجلب للحركة سوى ذيول الخيبة والانكسار، تجلت من خلال النتائج الكارثية التي سجلت في الانتخابات التشريعية والمحلية لسنة 2002، ومن ثم يرسمون سياسة معارضة، يسعون من ورائها لاستدراك سلبيات المشاركة. * * أما الحرس القديم فيدفع نحو قيادة جديدة لا تعارض تبني سياسة مهادنة، ميزتها الانخراط في مساعي الحكومة، انطلاقا من كونهم يتولون مناصب سامية في الدولة باسم الحركة، لأنه من غير المعقول أن يهاجم الحزب مواقف حكومة ممثل فيها ببعض قيادييه، وإلا أصبح أمر مشاركتهم باسم الحركة، مشكوكا في مصداقيته.