يتساءل مواطنو بلدية الشفة غرب البليدة عن سرّ تعثر مشروع المسبح البلدي الجديد وبقاء أبوابه موصدة لأجل غير مسمى، في وقت لا يجد الأطفال والبالغون بدا من الارتماء في أحضان أحواض السقي لتلطيف أجسادهم وإطفاء وهج حرارة الصيف معرضين أنفسهم للخطر. قال مهتمون بالشأن المحلي لبلدية الشفة أنه لا يمر موسم صيف إلا ويحصد وادي الشفة عشرات الأرواح، وتلفظ تجمعات المياه وأحواض السقي بالضواحي جثثا، في ظل غياب مسابح بالمنطقة من شأنها احتواء هؤلاء الذين حالت إمكانياتهم دون التمتع بالعطلة الصيفية، وعلى عكس تمنيات السكان الذين استبشروا خيرا بإنجاز المسبح البلدي، ذهب المشروع أدراج الرياح، وصار مجرد هيكل من دون روح، وعبثت به يد الإهمال وتحول إلى مستنقع للضفادع، رغم الملايين التي صرفت عليه على حد تعبير محدثينا، ومع ارتفاع درجات الحرارة، وأنت تجوب المدينة يشد انتباهك النافورة التي تحوّلت إلى مجمع للمياه الراكدة ومسبح مفتوح على الهواء للعشرات من الصغار وبالضواحي وعبر أرياف الشفة تتكرر مشاهد أطفال وشباب يعانقون مياه السقي غير مبالين بخطورة ما قد ينجم عن هذه المجازفة من حوادث سقوط بالأحواض وأمراض تتربص بهم، بالموازاة يلوذ آخرون بالفرار نحو وداي الشفة، حيث يسبحون وسط مياه ملوثة تشاركهم فيها البهائم وتتجمع عبرها زيوت وأوساخ السيارات التي ينظفها أصحابها بالمكان، فضلا عن كونه غير صالح للسباحة في عدة نقاط بسبب الأوحال التي تبتلع العشرات من المواطنين سنويا، وفي ظل العجز عن إيجاد بديل وعدم استغلال المسبح الكائن وسط المدينة منذ ثلاث سنوات، تاريخ انتهاء الأشغال به تتوالى حالات الغرق الصادمة لقاطني الشفة التي"لا توفر فرص الاستمتاع والترويح عن النفس لأبنائها" علّق المشتكون. من جهته أكد رئيس بلدية الشفة بالنيابة بزاري عبد القادر للشروق أن المسبح المنجز ضمن المركب الرياضي على مستوى مدينة الشفة انتهت الأشغال به فعليا سنة 2012 غير أن تماطل مديرية أملاك الدولة في الرد على الإرساليات الموجهة من قبل البلدية خلال ثلاث سنوات بغرض تقديم السعر الافتتاحي للمناقصة عطل من استغلاله ومنح عقد الامتياز، موضحا أن لجنة من مصالح أملاك الدولة حلت بالمكان شهر جوان الفارط، في انتظار جوابها لاستثمار هذا الفضاء.