تشهد مدينة سرت التي تعتبر أحد معاقل أنصار النظام الليبي السابق، ومعقل قبيلتي القذاذفة والفرجان، مجازر فظيعة يرتكبها ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، ضد أبناء القبيلتين، راح ضحيتها حتى الآن نحو 200 قتيل. وبحسب شهود عيان، فإن شرارة الأحداث اندلعت بعد مقتل أحد مشائخ قبيلة الفرجان وهو خالد رجب الفرجاني، أمام مسجد قرطبة والموالي لأنصار الشريعة، على يد "الدواعش"، لتندلع مواجهات بين الجانبين، ومع فارق التسليح لصالح "داعش" بادر التنظيم إلى اقتحام المنطقة رقم 3 التي تستقر فيها قبيلة الفرجان، وقام بارتكاب مجزرة بشعة، حيث قتل حتى الآن حسب روايات شهود عيان تحدثوا للشروق نحو 200 شخص بينهم 30 جرحى قضوا في حريق المستشفى الميداني بالكامل، و169 في المواجهات أغلبهم من قبيلة الفرجان وبينهم 4 من قبيلة القذاذفة الذين تضامنوا مع الفرجان وعدد من أبناء قبيلة ورفلة. كما اعتقل تنظيم "داعش" الذي يقوده الحسين الكرامي المنحدر من مدينة مصراتة القريبة- في سرت 150شخص، من بينهم 20 من قبيلة القذاذفة والباقي من الفرجان، وجرت تصفيتهم في إعدامات جماعية، وهذا لترهيب لسكان المنطقة، كما هدد التنظيم بصلب كل من لم يبايع داعش ولم يطع التنظيم الإرهابي. ويقول شاهد العيان ابومحمد الشريف من سرت في اتصال مع الشروق، "الأوضاع جد صعبة، القتل على الهوية، وأجانب يقومون بتصفية الليبيين على أرضهم، إنهم من تونس واليمن والبحرين، ومن جنسيات أخرى"، وأضاف "لقد أحرقوا المستشفى الميداني، وصلبوا 12شابا، وكل من اعتقل علمنا أنه سيتم تصفيته"، وبكثير من الأسى تابع"لا أحد يدافع عن سرت ندافع عن أنفسنا بإمكانات محدودة وأسلحة شخصية بسيطة". وبحسب الشاهد نفسه، فقد سيطر "داعش" بالكامل على المنطقة رقم3، إضافة إلى مسجد قرطبة، وتوعدوا الليبيين وقيبية الفرجان تحديدا بالقتل والصلب في شوارع المدينة مساء الجمعة. من جانبه، الإعلامي الليبي علي الكاسح أصيل مدينة سرت، قال للشروق، إن ما يحدث في سرت جريمة ضد الإنسانية، تشارك فيها حكومة طرابلس بطريقة مباشرة وغير مباشرة، على اعتبار أن من مسؤولياتها حماية المواطنين الليبيين على اختلاف مناطقهم وتوجهاتهم. وأضاف الكاسح، أن ما يحدث يدحض أيضا المزاعم التي تربط داعش بأنصار النظام السابق، وقال "لا يٌعقل أن يقوم داعش بقتل أنصاره بهذه الطريقة... ما يحدث مزيج من التجاذبات والصراع الفكري والقبلي الذي سيعرف المزيد من التصعيد خلال الفترة القادمة".