تتواصل معاناة قرابة 200 عائلة قاطنة بحي حمود لعروفي، المتواجد على مستوى بلدية الخرايسية في العاصمة داخل سكنات هشة وآيلة للسقوط في أية لحظة وتنعدم فيها أدنى متطلبات الحياة، ويعد الحي واحدا من أحياء عدة بالبلدية تشكو غياب التنمية، ويطالب سكانها بتدخل سريع للسلطات. يطلب سكان العديد من الأحياء على غرار حي حمود لعروفي، بتدارك بعض النقائص التي أثرت سلبا على الإطار المعيشي للمواطنين، منها انعدام الغاز الطبيعي لدى بعض العائلات، نقص المرافق الترفيهية اهتراء الطرقات وغياب بعض المشاريع التنموية. جدد سكان بلدية الخرايسية مطالبهم للجهات الوصية بضرورة برمجة مشاريع لحل مشكل اهتراء الطرقات في كل من أحياء السلام، سيدي بوخريس، و8 ماي، الأمر الذي تسبب في عرقلة حركة التنقل خاصة تنقل الراجلين، سيما في فصل الشتاء،إذ تتحوّل الأحياء إلى مطبات وبرك مائية، أما في فصل الصيف فتصبح الطرقات والأرصفة تنبعث منها الأتربة والغبار. أكد ممثلون عن السكان في اتصال مع الشروق أن غياب المشاريع التنموية لم يتوقف عند اهتراء الطرقات فحسب، لأن أحياء بلدية خرايسية تشهد عدة نقائص أخرى كعدم الربط بشبكة الغاز الطبيعي كحي شرشالي وحمود العروفي وبعض الأحياء الأخرى، التي ساهمت في بقاء متاعب المواطنين قائمة إلى جانب السعي لجلب قارورات البوتان، وأوضح محدثنا أن السكان أودعوا عدة شكاوى للسلطات المحلية دون أن يتلقوا ردا. من جهة أخرى، ناشد سكان حي 8 ماي توفير النقل نحو مختلف الوِجهات داخل المدينة وخارجها لتغطية النقص وفكّ العزلة التي يعرفها الحي، أكدت شهادات السكان أنهم يواجهون متاعب في التنقّل خصوصا العمّال والطلبة الذين يتعذّر عليهم الوصول إلى مقرّات عملهم ودراستهم في الوقت، ناهيك عن غياب المرافق العمومية والمساحات الخضراء وهي الانشغالات التي يرفعها سكان حي سيدي المدني حسب ما قال مصدرنا، الذي أكد أن خطوط النقل الموجودة في البلدية لا تغطي الطلب الكبير للسكان، حيث يقصدون الأحياء المجاورة والبلديات الأخرى للتنقل عبر بعض الخطوط لعدم توفر وسائل نقل إليها. كما يسجّل الحي نقصا في المؤسّسات التربوية التي تعرف ضغطا كبيرا حيث يضطرّ التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة بوسط البلدية في غياب النقل المدرسي، وعليه يأمل هؤلاء أن يتمّ الشروع في بناء مؤسّسات تربوية مستقبلا، وتوفير النقل المدرسي لأبنائهم موازاة مع الدخول الاجتماعي، حتى يتسنّى للتلاميذ استقبال الموسم الدراسي في أريحية، وتطرّق محدّثونا إلى مشكل النفايات التي تنتشر كالطفيليات، مشوّهة منظر الأحياء، إضافة إلى انتشار الرّوائح الكريهة المنبعثة منها، خصوصا في فصل الصيف، وذكر محدوّثنا على سبيل المثال المكان الموجود به نصب مقام الشهيد بحي سيدي بوخريس الذي تحوّل إلى مفرغة للقمامة، حيث يطالب سكان هذا الحي بالاهتمام بهذا المعلَم التاريخي الذي تعرّض للإساءة من طرف المواطنين، مضيفا أن بلدية الخرايسية تفتقر أيضا إلى المساحات الخضراء والمرافق الثقافية منها دار الشباب التي يشهد مقرّها تدهوّرا ملحوظا ولم تلق أيّ اهتمام أو اِلتفاتة.